مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
أتحداكم جميعاً
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 10 أشهر و 12 يوماً
الإثنين 09 يناير-كانون الثاني 2023 06:54 م


عندما تبدأ في التعرف على نهج الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، خطوةً خطوة، تجد أنك مازلت بصدد التعرّف على الإسلام، كدين إلهي، وكنظام للحياة، كما ستكتشف أن ما قُدِّم لك باسم الإسلام من مفاهيم وعقائد، ونظم ومبادئ أخلاقية واجتماعية وسياسية وفكرية وسواها، قبل مرحلة الانطلاقة الشخصية في التعرف على الإمام علي منهاجاً وتراثاً وسيرة حياة، لم تكن سوى مجموعة من المحددات والأسس والعوامل والأفكار والمعايير التي اتفق عليها حكام الجور، والملأ من أصحاب الامتيازات الطبقية، وملاك الثروة، من مختلف المذاهب الفقهية، والطوائف المحسوبة على هذا الدين، وليس لكل ما اتفقوا عليه صلة بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، إلا بالقدر الذي يمكنهم من تطويع الناس لحكمهم، ويساعد على بسط نفوذهم وسيطرتهم على كل شيء أكثر فأكثر، ولا أراني بهكذا استنتاج قد جانبت الصواب أبداً، لأنه من المعلوم: أن الظالم أو الفاسد أو الباغي كحاكم أو نظام أو تنظيم أو أسرة توارثت الحكم، لا يمكن له البقاء أطول فترة ممكنة في حكم المجتمع، والسيطرة على مقدراته، واستغلال مواهبه وقدراته لصالحه دون أن يلحق ذلك المجتمع أي خير أو منفعة، إلا إذا تمكن من إعطاء سياسته وتحركاته ومقامه وجميع ممارساته صبغةً دينية، فذلك وحده هو ما يضمن له امتلاك البلاد والعباد، إلى ما شاء الله له ولعقبه من بعده الاستمرارية على قيد الحياة، إذ لا قوة تستطيع إخضاع الناس بالمطلق لهيمنتها، على الإطلاق، إلا بواسطة العقائد والأفكار ذات المضمون الديني، في الشكل فقط، والغريبة عنه والمنافية له في المحتوى والغاية والهدف.
من هنا يستطيع كل ذي قدرة على التفكير أن يدرك: لماذا كان الخطاب المحسوب على الدين ولايزال يتعامل مع ظاهرة الفقر التي تزداد تمدداً واتساعاً في المجتمعات الإسلامية بالدعوة للفقراء إلى الزهد عن الدنيا، والانصراف عن ملذاتها وطيباتها، والتماس العوض من الله يوم القيامة، واعتبار ما تعيشه الطبقة المرفهة والمستحوذة على كل شؤون الحياة متاعا زائلا، لا يجوز الانشغال به؟
والغريب أنك عبر التاريخ لا تكاد تجد أكثر من اثنين أو ثلاثة فقهاء عاشوا الفقر فعلاً، بينما البقية يعيشون في راحة وهناء، ويتقلبون في بحبوحة الخير الوفير، ويحصلون على كل ما لذ وطاب، ولن يعدم القارئ السبيل لإيجاد أكثر من شاهد يؤكد ذلك، وتلك هي السخافة والاستهانة بالعقول بعينها، عندما يأتي مَن يحدثك عن الزهد بسيارة فارهة، مع تمتعه بالمظهر الموحي بموفور النعمة، وظهوره بمظهر الأنيق المفرط باقتناء كل ما يلزم لذلك، بعيداً عن الثمن المتوجب عليه دفعه.
لو أن أحداً كرس جهده اليوم لبيان أساليب الإمام علي وسياساته عليه السلام، في جانب العدالة الاقتصادية، وتوزيع الثروة، والحفاظ على حق الأمة المالي، لاعتبرناه شخصاً يهدر وقته وجهده في ما لا طائل منه، ولا منفعة ترجى من ورائه، هذا إذا لم نتهمه بالشيوعية، لكوننا لم نعش علياً روحاً، ولم نلتزمه منهاجاً، وإلا لعرفنا أن: محاربة الطبقية، والثراء الفاحش لدى البعض، في حين أن الأغلبية تحت خط الفقر، هي إحدى أولوياته التي لم يتخل عن العمل بها في سلم ولا في حرب، فما أبعدنا عنه، وما أشد تنكرنا لمنهجه، حتى وإن ادعينا حبه وتوليه، فمَن منا يجرؤ على البحث والتأليف في سياسة وتوجه الإمام عليه السلام، في التصدي لأصحاب الثروة، وإقامة العدالة الاجتماعية، والقضاء على الفقر تماماً؟
أتحداكم جميعاً علماء ومتعلمين.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالملك سام
مواجهة العدوان أولوية
عبدالملك سام
عبدالقوي السباعي
مسيراتُ “الحصار حرب”.. زلزالٌ يدُكُّ أركان البُغاة
عبدالقوي السباعي
حمدي دوبلة
كمائن الموت!
حمدي دوبلة
فهد شاكر أبوراس
اليوم مسيرات وغداً مُسَيَّرات
فهد شاكر أبوراس
علي الدرواني
مسيراتُ “الحصار حرب”.. تذكير وتحذير
علي الدرواني
عبدالرحمن الأهنومي
الحصارُ حَرْبٌ أَشَدُّ
عبدالرحمن الأهنومي
المزيد