أنى لشعري أن يصوغ رثاكا.. والله في ملكوته ينعاكا
قد قالت الملأ الملائك ربنا.. هذا حمود جاء كي يلقاكا
متدثر بثياب حج طاهر .. قد فارق المحراب منذ أتاكا
كفاك تعتنق العلوم قد التقت .. من بين أمواج العلوم يداكا
نهج اعتدال كنت تنطق بيننا.. لولاك ما عرف اعتدال سواكا
حتى ديوك الفجر فاح نحيبها.. قد عودت قبل الآذان خطاكا
وزقاق حي الطبريّ موجع.. قد قام يلثم بالعناق حذاكا
حي القيادة صاح ويح منية .. جاءت إليك وأفلتتك عداكا
لما وقفت على المقابر داخلا... فاضت دموع الساكنين هناكا
أرض الجراف خرجت منها عالما.. واليوم في أرض الجراف ثواكا
كم لاحظتك وأنت تسري للعلا.. ثبتت عليها بالهدى قدماكا
ودرجت في خط العلوم مطبقا.. واخذته عن خير من وافاكا
هو خير شيخ نلت بعض علومه.. فنهلت من شيخ الشيوخ أخاكا
حبر الكتاب وغائص في سره.. هو معجز من خلفه إدراكا
أعطاك ربي العلم من واحاته.. ما خاب ربي حينما أعطاكا
تلميذ أمس صار حائز علمكم.. وأتى إلى قبر يضم نداكا
أكفانه من كل لون في التقى.. قد ألبسته بنفس لون تقاكا
وأرائك القبر التي في جنبه.. الله من جناته جازاكا
حور الجنان تلقفتك بعطرها.. متخاصمات كلها تهواكا
عباس فاهنأ نلت خير مجاور.. فحمود خير مخلد ذكراكا
لكنكم لو تعلمون رزيتي .. من قبركم قد قلتمو جئناكا
أرض السعيدة بالفراق نكيدة.. زاد الأسى أن في القبور تراكا
أحمود شوقي في الهوى سجلته.. هل أنت مستمع لمن ناداكا
* نقلا عن : المسيرة نت