مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
المرأة بين نظرتين
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 8 أشهر و 27 يوماً
الإثنين 27 فبراير-شباط 2023 06:31 م


يبقى موضوع المرأة في الفكر الإسلامي المعاصر محلَّ تجاذبٍ وصراعٍ وتنازع وأخذ ورد، عند جميع الفقهاء والمفكرين الإسلاميين، فكلٌّ يسعى من جهته إلى أن تكون نظرته وآراؤه التي يرى فيها الصورة المشتملة على الخلاصة الإسلامية التي عن طريقها يجب صياغة التصور لدى المسلمين عن شخصية المرأة، ودورها في الحياة، وقد أخفقت معظم تلك النظريات والمسائل والتخريجات في النتيجة، لأنها لم تستند في مقدمتها إلى روح الإسلام النقية، ولم تعش رحابة وسعة آفاقه الشاملة لكل نواحي الوجود، فكانت الصورة التي استطاعت ترسيخها في الذهنية الجمعية هي: صورة قاتمة وناقصة ومشوهة إلى حد كبير، ولو أنها فهمت الدين حق فهمه، لتمكنت من رسم الصورة المشرقة في الوعي العام للمرأة، والتي تريك المرأة كإنسان، في ما تمتلكه من معان وقيم روحية وإنسانية، تحدد لها مسؤوليتها في الدنيا، وتحرك فيها التوق لنيل الجزاء العادل في الآخرة.
فليس من العدل أن نتحدث عن المرأة كأنثى، ثم نتجاهل الحديث عن شخصيتها ودورها وإيمانها وجهادها وعلمها، وحركتها التعبوية والتثقيفية والتنموية ونحو ذلك، وليتنا اعتمدنا في تناولنا للمرأة شيئاً آخر غير تلك المأثورات المخالفة للقرآن، أو جئنا بشيء مغاير للنظرة السائدة لدى الفقهاء، والتي كان مرجعها العرف، لا تعاليم الوحي والشريعة السمحاء.
إن مَن يريد أن يعرف نظرة الإسلام الحقيقية للمرأة، عليه أن يلتزم القرآن، ويتحرر من كل الثقافات والرواسب الفكرية المناقضة لكتاب الله جملةً وتفصيلاً، فالقرآن يقدم لنا المرأة على أساس دراسة عناصر شخصيتها الذاتية، من خلال ما تقدمه في حركتها الوجودية في واقع الحياة، في ما تعطيه حركتها من قيمة للأشياء، وتفسير للأحداث، إذ يرينا المرأة إنساناً كامل التكوين والخلقة، تستطيع أن تجوب بفكرها آفاق العلم والمعرفة، بالمستوى الذي يعطيها القدرة على امتلاك النظرة للأشياء كما هي، فتتمكن من منح رأيها السليم والسديد في مختلف الأمور، ولاسيما إذا صح التزامها الداخلي في خط الإيمان بالله وكتبه ورسله، لأن ذلك هو ما يضمن لها الالتزام الخارجي، في ما ستلاقيه من معاناة في خط العمل، الذي تعيش في ظله المراقبة لله، كنتيجة لما تقضي به التقوى، التي هي حركة في الروح، قبل أن تتحول إلى نظام للجسد والجوارح، لتقوى بذلك كله على مواجهة كل التحديات، في دائرة الصراع الفكري، وتجاوز المشاكل والمعوقات في دوائر الجهاد العامة والمتعددة.
فهل نتقي الله، ونتجه للتعاطي مع المرأة كإنسان، كما نتعاطى مع الرجل؟ لأن ذلك هو السبيل الذي يمكننا من إقامة المجتمع المتوازن، وما لم ننطلق منه فسيبقى الارتباك والاهتزاز والتباين والنزاع والظلم عنوانا لحركة المجتمع بكله.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح حيدرة
قادة المسيرة .. وعي التضحية
عبدالفتاح حيدرة
طه العامري
حكاية "عجوز شمطاء" اسمها أمريكا
طه العامري
فهد شاكر أبوراس
فرصةٌ أخيرة وفواتُ الفرصة غصة
فهد شاكر أبوراس
حمدي دوبلة
قاعدة السلام
حمدي دوبلة
عبدالعزيز الحزي
الإمارات تؤسس لاستيطان الصهاينة مجددا في المنطقة
عبدالعزيز الحزي
فهد شاكر أبوراس
مرضى الكبد معاناة كفيلة بقلب الطاولة السياسية والعسكرية
فهد شاكر أبوراس
المزيد