تشهد أفريقيا، في الوقت الحالي، سلسلة من الاحتجاجات والاضطرابات التي تستهدف الهيمنة الفرنسية والتأثير الغربي في المنطقة، أُطلق عليها «انقلابات».
يشبه هذا الوضع ما حدث في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كانت تسمى ثورات تحررية وليس «انقلابات» مثل تسميتها الآن.
فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان قد تم احتلال فرنسا وتدمير لندن من قبل القوات الألمانية، ولم ينقذهم سوى وصول مفارز الدبابات الروسية إلى برلين في ألمانيا.
تم استبدال قوتين جديدتين بالقوتين القديمتين، وهما الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، وكان من الضروري تقليص نفوذ بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا تهيمنان على ثلثي العالم تقريباً آنذاك.
شعرت ما تسمى «دول العالم الثالث» بتراجع نفوذ الدولتين، وبتوجيه من الاتحاد السوفييتي ودعمه، بدأت الدول تنفيذ ثورات ضد الاستعمار الفرنسي والاستعمار البريطاني، رغم أنهما كانتا تعتبران من الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وتم تقسيم العالم بشكل جديد بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، مع منح بعض النفوذ والمساحة لبريطانيا وفرنسا.
لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991، استعادت بريطانيا وفرنسا جزءاً كبيراً من نفوذهما، وسمحت الولايات المتحدة لهما بمساعدتها في ملء الفراغ الذي تركه انهيار الاتحاد السوفييتي في بعض دول العالم. ولكن كان هناك سقف محدد لا يسمح لهما بتجاوزه.
اليوم، بعودة روسيا إلى المشهد الدولي وتنامي قوتها ونفوذها عالمياً، وتوجيه ودعم من روسيا أيضاً، بدأت الدول الأفريقية في التخلص من السيطرة الفرنسية والتأثير الغربي. وخلال الفترة المقبلة، قد نرى بعض دول المحيط الهادئ تخرج من تحت السيطرة البريطانية والغربية بتوجيه من الصين وروسيا أيضاً.
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة والغرب لا يزال لديهم مجالهم الخاص الذي لا يمكن لروسيا والصين إضعافه إلا إذا تمكنتا من السيطرة الروسية على أوكرانيا بالكامل وإعادة تايوان للسيادة الصينية.
هذا سيعني هزيمة تامة للغرب، وسيكونون محظوظين إذا نجحت بعض دول أوروبا في النجاة من الاحتلال المباشر.
* نقلا عن : لا ميديا