مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
الانتماء، وأثر الفهم المغلوط
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و شهرين و 17 يوماً
الثلاثاء 05 سبتمبر-أيلول 2023 08:02 م


لقد عانى ولايزال يعاني العقل العربي والمسلم من أشياء كثيرة، مردها جميعاً إلى طبيعته الاستعجالية، وعشوائيته في التفكير، وتعامله الخاطئ مع الواقع، وتبنيه الفج والقاصر للقضايا والأفكار. وفهمه المغلوط لمعنى الانتماء يعد أم الكوارث التي نزلت بساحته.
فأنْ أكون منتمياً بمنظور العقل العربي يعني أن يكون هذا الانتماء سبباً لتعطيل تفكيري وإلغاء إرادتي، وأنْ أسلم تسليماً مطلقاً للجهة التي اخترت الانتماء إليها. فمثلاً؛ عندما أنتمي لمذهب ديني، عليَ القيام بالدفاع عن كل المقولات والقواعد والمسلمات والمسائل التي يشتمل عليها هذا المذهب، والتي تشكلت عبر التاريخ، مع الأخذ بها كعقيدة وفكر والتزام عبادي وعملي، كواجب لا يجوز تركه.
وهذا هو الخطر بعينه، لأن العقل العربي والمسلم يرى أن مجرد انتسابه لمذهب ديني شرط كافي لصحة كل ما ورد فيه، ودليل قطعي على عدم وجود مجال للمناقشة الداخلية لبعض القضايا والتفاصيل، باعتبار ذلك المذهب كلاً لا يتجزأ، وهذا هو الخطأ التاريخي الذي ارتُكِب بحق الأمة، التي استساغت الأخذ به، نتيجة ما أُحيط به من غموض ولبس، صنعته تلك المقولات التي صاحبته، لاسيما وأنها اصطبغت بصبغة دينية، كأنْ يقال لك: وهذا الأمر محل إجماع لدى فقهاء وأئمة المذهب.
وهكذا هو الحال ذاته لدى العقل العربي والمسلم عندما ينتمي إلى تيار سياسي، كون انتمائه هذا يحرم عليه أن يبدي وجهة نظره النقدية لطبيعة تلك الممارسة، أو خطأ ذلك التفصيل هنا أو هناك، لأننا هكذا تربينا، وتعلمنا أنه مادمت منتمياً فإنك ملزمٌ بأن تقوم بتعطيل عقلك، لأننا نجهل الغاية المفترضة من وراء هذا الانتماء أو ذاك، وهي أن يكون الانتماء سبيلا لبناء الفكر وتوسيع آفاقه، ومنطلقاً لتحقيق اكتمال شخصية المنتمي، كإنسان سوي، ولما لم يقترب أحدٌ من موضوع الانتماء، ويعمل على دراسته، وإعادة تكوينه كظاهرة؛ فقد أدى ذلك إلى حرمان المثقف الحقيقي من أن ينتسب وينتمي ويلتزم ويوالي عن قناعة، في الوقت الذي يمنحه حق التفكير والنقد، ويعطيه الضوء الأخضر في ملاحقة الأخطاء، وتصويب الخطوات، ومعارضة الانحرافات.
لذلك لا غرابة أن نجد معظم المثقفين عاجزين عن فعل شيء في الواقع، بعد أن صاروا تبعاً لهذا التيار أو ذاك، الذي بات بمثابة القيد المانع لهم عن الحركة الفكرية والعملية، لأنهم لو قاموا بأي ممارسة نقدية بغرض البناء والتصحيح؛ سيصنفون تلقائياً بنظر قادة التيار وأجهزته الرقابية والأمنية في خانة المنحازين للعدو، وغير الموضوعيين، ولربما تطورت المسألة ليصيروا بقدرة قادر منافقين وخونة! لأنك مادمت تمارس النقد، فأنت معارض، ومادمت تلتزم المدح والثناء في كل الحالات فأنت موالٍ، بل صادق الولاء! وتلك هي بعض آثار ترك الأمور بهذا الخصوص على عواهنها، وبقاء المفاهيم المغلوطة كما هي، دون تصحيح وتهذيب.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالقوي السباعي
أحرارُ اليمن والمعركةُ البحرية القادمة والحاسمة
عبدالقوي السباعي
عبدالغني علي الزبيدي
مهدي المشاط ومرتباتُ اليمنيين!
عبدالغني علي الزبيدي
دينا الرميمة
الخطةُ البديلة.. كيف ولماذا؟!
دينا الرميمة
خالد العراسي
صافر تعود إلى صنعاء
خالد العراسي
فهد شاكر أبوراس
ارتباط اليمنيين بالرسول والرسالة
فهد شاكر أبوراس
علي الدرواني
ما هي قصة الراتب في اليمن
علي الدرواني
المزيد