مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
لا بد من التوازن
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و شهرين
الخميس 02 مارس - آذار 2023 06:35 م


لايزال بعض المحسوبين على الجانب التوعوي والتعبوي والتثقيفي في يمن الثورة والجهاد مصرين على تأبيد حالة التخلف في الوسط المجتمعي، وذلك بصرف جل وقتهم في إشعال معارك جانبية، والانصراف عن المعارك الأساسية والمصيرية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: فإن هذا البعض يعمل باتجاه فصل المجتمع المؤمن عن بعضه البعض، بحيث يحول العلاقة القائمة بين المؤمنين والمؤمنات، من علاقة قائمة على الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، علاقة تستوجب المحبة، وتدفع باتجاه التعاون والنصرة، وتعزز الوعي بضرورة العمل في خط المعروف، وتدعيم سبل بقائه وتعميم معانيه ومفاهيمه ومنطلقاته على الساحة الاجتماعية برمتها، والسعي لمحاربة المنكر بكل صوره وأشكاله، مع تجفيف منابعه، والقضاء عليه واستئصاله من جذوره، إلى علاقة تستوجب القطيعة بين الطرفين، وتنصب الحواجز والموانع في طريق كلٍ منهما، فالرجال يتحركون بحسب ما تمليه عليهم الطبيعة الذكورية، بعيداً عما تقرره التعاليم والقيم والمبادئ الدينية، في كل ما يخص المرأة، والمرأة تصبح كائناً متخلفاً في فكره وثقافته، ضعيفاً في إرادته، منبوذاً في محيط ودوائر العمل العام، ليس له من أهمية في الحياة إلا بقدر ما يعطيه للرجل من الخدمة داخل البيت، ولا خيار له سوى الخضوع المطلق للرجل، دون أن يكون له أي رأي في قضية من القضايا، أو اعتراض على أي أمر من الأمور، كما ليس من حق هذا الكائن الإنساني التفكير بالقيام بأي عمل خارج البيت على الإطلاق، فليس هنالك من عمل يليق بالمرأة من وجهة نظر هؤلاء سوى عملها في بيت الزوجية، فهي الزوجة التي تقوم على خدمة الزوج، والأم التي تصرف كل وقتها وجهدها وفكرها وعاطفتها في تربية ورعاية الأسرة، ثم لا دور لها في بناء الحضارة الإنسانية العامة، ولا نشاط لها في مواجهة الأخطار التي تتهدد وجود الجميع.
من هنا يأتي تصنيف أي دور للمرأة أو نشاط خارج بيت الزوجية من قبل هذا البعض الذي سبقت الإشارة إليه أعلاه: ضمن المحرمات، باعتباره مظهرا من مظاهر الفساد الأخلاقي الناجم عن الاختلاط، متجاهلين أن الإسلام لم يمنع الاختلاط بين الجنسين بشكل إلزامي إلا في الدائرة التي تؤدي الانحراف الأخلاقي، أما الاختلاط الذي يضع الحدود والضوابط الأخلاقية التي تجعله متوازناً منضبطاً فإنه لا يبتعد عن الإباحة الشرعية، على أساس التربية الإسلامية التي تعمل على تأكيد الالتزام الإسلامي في شخصية كلٍ من الرجال والنساء، وليتهم قبل أن يقوموا بإصدار أحكامهم تلك، اطلعوا على التجارب الكثيرة التي عاشتها المسيرة الإسلامية في الماضي والحاضر، ولو تم لهم ذلك، لأدركوا: أن الانضباط في الحدود الشرعية ليس أمراً بعيداً عن الواقعية في التجربة الإنسانية، ولعلموا أن وجود بعض الظواهر السلبية في الدائرة الأخلاقية الناتجة عن الاختلاط هنا أو هناك لا تعني سقوط التجربة أبداً.
أما مَن يريدون اختزال دور المرأة وشخصيتها ونشاطها في دائرة الأمومة وما تتطلبه من رعاية وتربية وحمل وإرضاع فقط، فهم يقولون بشكل أو بآخر: إن على المرأة أن تتخلى عن جزء من دينها وإنسانيتها، فمتى كانت الأبوة تفرض على الرجل التخلي عن الشؤون العامة، والتخلف عن واجب الجهاد والنصرة لأبناء أمته؟ وأحسبني لا أبالغ إن قلت: إن دور المرأة كأم ليس كل حياتها، كما أن دور الرجل كأب ليس كل حياته، لهذا كان لا بد من التوازن، في ميادين العطاء والحركة على الصعيدين العام والخاص.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طارق مصطفى سلام
المراكز الصيفية.. نهضة ثقافية وعلمية لمستقبل أبنائنا الواعد
طارق مصطفى سلام
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
طالب الحسني
خلاف سعودي اماراتي في عدن.. معضلة البحث عن تجانس معسكرات التحالف
طالب الحسني
عبدالقوي السباعي
القوةُ الصُّلبة أدَاة السياسة لتحقيق السلام
عبدالقوي السباعي
أحمد يحيى الديلمي
الدراجات النارية
أحمد يحيى الديلمي
طه العامري
"المحميات الخليجية".. نماذج للثراء الطفيلي
طه العامري
عبدالله علي صبري
الرئيسُ الاستثنائيُّ صالح الصمَّاد
عبدالله علي صبري
أنس القاضي
مبادرة السلام الصينية والتعددية القطبية
أنس القاضي
المزيد