مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
معاوية وتمدد خيوط الباطل
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 8 أشهر و 16 يوماً
الأربعاء 16 أغسطس-آب 2023 07:03 م


كان خيار الصلح هو الخيار الوحيد بالنسبة للإمام الحسن عليه السلام، باعتبار الوضعية التي كان يعيشها أبناء مجتمعه، وقد أملى الإمام شروطه على معاوية، من تلك الشروط: أنه لا يحق لمعاوية أن يعهد بالحكم لأحد من بعده، وأن يكون الأمر للحسن عليه السلام، فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين عليه السلام، وأن يكف عن سب أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام، والقنوت عليه في الصلاة، وألا يذكره إلا بخير، وأن الناس آمنون حيث كانوا في أرض الله، وغير ذلك من الشروط التي يترتب على تطبيقها الحفاظ على الإسلام ودماء وأعراض ومصالح المسلمين.
لقد أراد الإمام الحسن من خلال الصلح إطلاع الأمة على حقيقة معاوية وبني أمية كما هي، وترى بنفسها ثمار تقاعسها عن ردعهم وقتالهم، ومن ثم تهيئة الأرضية لولادة مجتمع جديد، مجتمع يكون قادراً على رفض الظلم ومواجهة الانحراف والفساد، وهكذا فإن ردة الفعل لدى الناس ستكون كبيرة ومؤثرة، عندما يطلعون على حقيقة سياسة معاوية، ويلمسون بأنفسهم أن كل ما كان يمنيهم به قد ذهب أدراج الرياح، ويتجرعون المعاناة والآلام بإزاء حاكم طاغوتي لا يفي بشرط، ولا يبر بعهد، ولا يراعي حرمة، لكن للأسف فقد جهل ذلك المجتمع قدر نفسه، ولم يعد يستفيد مما يرى ويسمع من أمور، مجتمع مات مع أنه لايزال يأكل ويشرب ويمشي ويتنفس.
لذلك استحق كل ما أذاقه معاوية من ويلات، وجرى على يديه إليه من نكسات وصدمات، فها هو معاوية ما إنْ شعر بأن الأمر كله قد بات بقبضته، وأن كل شيء قد اتسق له، حتى دخل الكوفة، وقام في أهلها خطيباً، ومما قاله حينذاك: إني والله ما قاتلتكم لتصلوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجوا، ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك، ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك، وأنتم له كارهون، ألا وإني منيت الحسن، وأعطيته أشياء، وجميعها تحت قدمي، لا أفي بشيء منها له.
والعجيب أن ذلك المجتمع الذي كان يرفض القتال لله في صف الحق بقيادة علي والحسن، بات في ظل حكم معاوية رأس الباطل يساق لقتال مَن يرغب معاوية بقتاله رغماً عنه، وذاك لعمري مصداق لما قاله الشهيد القائد: من لم يقاتل طائعاً في صف الحق، فسوف يأتي اليوم الذي يجد نفسه مقاتلاً في صف الباطل رغماً عنه.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
أنس القاضي
الإمبريالية الفرنسية في البحر الأحمر!
أنس القاضي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
طاهر محمد الجنيد
أهمية بناء الشباب لمواجهة تحديات العصر
طاهر محمد الجنيد
مقالات ضدّ العدوان
يحيى الشامي
ملامح الصراع الحضاري في ضوء خطاب السيد القائد
يحيى الشامي
عبدالفتاح حيدرة
من وعي وقيم ومشروع كلمة السيد القائد بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1445ه
عبدالفتاح حيدرة
ليلى عماشا
عن الإعلام الخبيث‎
ليلى عماشا
د.شعفل علي عمير
أبعادُ السياسة الاقتصادية للعدوان في المحافظات المحتلّة.
د.شعفل علي عمير
عبدالله عمر الهلالي
المرتباتُ مطلب الجميع.. فمن نطالب ولماذا؟
عبدالله عمر الهلالي
عبدالعزيز البغدادي
في العلاقة الملتبسة بين القاضي والمحامي
عبدالعزيز البغدادي
المزيد