مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
ما بعد زمن كشف الحقائق
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 7 أشهر و 22 يوماً
السبت 09 سبتمبر-أيلول 2023 09:16 م


شهد القرن العشرون ولادة الكثير من الحركات النهضوية والثورية الإسلامية، ولكن لم يبقَ منها إلى اليوم على قيد الحياة سوى القليل جداً، وذلك لأن معظمها كانت ضحية مثقفيها وعلمائها ومفكريها وأدبائها كما ألمحنا في مساحة سابقة إلى ذلك، وقلنا: إنهم باعوا حركاتهم الوهم، وجعلوها تعتقد أن ما تحقق لها من تقدم ونجاح جزئي في البداية العملية؛ عائدٌ إلى كونها تقوم على أساس وجود مشروع متكامل، يحتوي العناصر اللازمة لاستمرارية النجاح والتقدم والنصر حتى النهاية، ولم يلتفتوا إلى طبيعة المؤامرات التي تحيكها قوى الاستكبار وموظفوها من الأنظمة والسلطات والأحزاب على المستويين المحلي والإقليمي، والتي عادةً ما تكرس جهودها لتضخيم حجم ما تم إنجازه على يد تلك الحركات، حتى لا تلتفت لسلبياتها، وتراجع خطواتها، كي تعي أين نجحت؟ وأين أخفقت؟ وما هو الذي ينقصها هنا، ويعيق تقدمها هناك؟ وهكذا استمر النفخ في تلك الحركات، التي استعظمت نفسها حدَ الجنون، وظل العدو يعبئها بالوهم، حتى غدت أشبه بأكياس محشوة بالتراب، فيتمترس خلفها لمواجهة تيارات وحركات أخرى، وما صراع الإخونجية مع السلفية، وبقية التيارات والحركات متطرفها ومتصوفها إلا خير شاهد على ذلك، والذين لم يكونوا سوى أداة لإحراق مطامح الشعوب، وقتل آمال الجماهير بغد أفضل، وتأبيد سلطة الأمر الواقع، التي كانت ما تلبث أن تنتهي إلا لتعود أكثر قوة وهيمنة من ذي قبل.
وقد أشار معظم الباحثين في تاريخ تلك الحركات إلى أهم عامل أدى إلى سقوطها، وهذا العامل يصدق على تلك التي لم تقم على أساس التبعية والعمالة للمستكبر الغربي منذ البداية، وهو أنها أوكلت مهمة الإصلاح لمختلف الجوانب والأمور إلى مثقفين وعلماء ومفكرين قليلي الخبرة في المجالين السياسي والأمني، الأمر الذي تسبب بكشف ما لدى تلك الحركات من أوراق بشكل كامل، وحينما بدت سوأتها انقض عليها المستكبر انقضاض الوحش على فريسته!
ولكم تسبب اللاوعي السياسي والأمني في تأبيد فشل بعض الحركات الإسلامية، وتعزيز معاناتها حتى اليوم، لأنها بفقدانها هذين البعدين؛ فقدت القدرة على معرفة حجمها في الساحة بشكل دقيق، وباتت تجهل طبيعة التحديات التي تحركها قوى وتيارات مناوئة لها، تعمل على سحب البساط من تحتها بالتدريج، حتى تجد نفسها ذات يوم خارج حسابات الزمن والحياة والتاريخ، وتعود عصا بيد النافذين والمستغلين الذين بيدهم سلطة الواقع السياسي والمالي والديني والاجتماعي وغير ذلك.
وعليه، فلا بد من تعزيز الوعي السياسي والأمني لدى مثقفينا وعلمائنا، وذلك كي يصبح نشاطنا قائماً على امتلاك الحس الأمني، المصحوب بالفهم الدقيق لكل القضايا والملفات السياسية، وذلك كي نكون قادرين على تحريك أقدامنا وفق ما تمليه علينا المبادئ والقيم، وبما يخدم الواقع الذي يفرض علينا التحرك ضمن دائرة ما هو ممكن، والتخفف من الجموح وراء المثالية المفرطة، التي تبيع الناس وهم ما ينبغي أن يكون في سوق الإعلام، وشطحات الساسة، نعم لا بد من الوعي السياسي والأمني؛ لأننا لم نعد في مرحلة اكتشاف الحقائق وبيانها لمجتمعنا كشعب يمني، وإنما بتنا اليوم في مرحلة العمل على تداول وتعميم تلك الحقائق بما يخدمها.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد حسن زيد
مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
شرف حجر
مولدُ الانتصار
شرف حجر
عبدالملك سام
الاحتفاء بمولد خير الخلق
عبدالملك سام
مجيب حفظ الله
“التوأمة بين العدوان والتطبيع.. تحصيل حاصل ام مشروعٌ خبيث..!”
مجيب حفظ الله
خالد العراسي
التغيير الجذري الحقيقي قادم
خالد العراسي
عبدالرحمن مراد
الثورة والتحول التاريخي العميق
عبدالرحمن مراد
طاهر علوان الزريقي
السعودية هي أمريكا
طاهر علوان الزريقي
المزيد