لقد نسف يمن الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر كل تلك الحكايات والأساطير التي تبناها بعض مؤرخي ودجالي أحفاد القردة والخنازير، لاسيما تلك الحكايات الموحية بالأهمية الكبرى والمكانة العظيمة للبحر الأحمر في الفكر اليهودي الصهيوني، ولطالما تغنى المرتزقة والخونة والعملاء بمثل هذه الترهات والأكاذيب، محاولين إخراج اليمن الأرض والإنسان من أصالته الحضارية الإسلامية، وإلحاقه بالتاريخ العبراني اليهودي، تمهيداً لتقبل التطبيع والتتبيع مع العدو اليهودي الصهيوني وكيانه اللقيط، الذي يقوم وجوده أصلاً على الترهات والدجل والزيف والأكاذيب، كقوله مثلاً: إن البحر الأحمر كان بحراً يهودياً في الماضي، ناسجاً في سبيل ذلك روايات لا حصر لها، حتى بلغت به الوقاحة إلى استبعاد كل ما هو يمني، مدعياً أن البحر الأحمر خاضعٌ لليهود منذ القرن العاشر قبل الميلاد، وأنه سيبقى بحراً يهودياً في الحاضر والمستقبل، كما كان في الماضي، هكذا يزعم مؤرخو الكيان اللقيط وحاخاماتهم، ولكن خابوا وخسئوا، وخابت كل مزاعمهم ومطامحهم وأحلامهم وآمالهم، فاليمن المحمدي العلوي الأنصاري لهم بالمرصاد.
لقد قال يمن الحكمة والإيمان كلمته، معيداً للروحية الإسلامية حيويتها وشبابها وعنفوانها، وللثقافة والفكر الإسلاميين صفاءهما ونقاوتهما وفاعليتهما؛ إن البحر الأحمر لن يكون يهودياً أبداً؛ ولكنه سيكون حتماً مقبرةً لليهود المعتدين، ومثوى الاستكبار الإمبريالي والأنجلوسكسوني الأخير، وقد لاحت بشائر ذلك من باب المندب، ومنذ شهرين تقريباً، إذ دخل يمن الأنصار المعركة نصرةً لفلسطين والدين والعروبة والإنسانية، وكانت كل دفعة يطلقها صوب الكيان اللقيط من الصواريخ والمسيرات علاماتٍ على أن الحق لن يموت، مادام أن له سواعد تحميه، وتفرض بقوة السلاح حظراً على «إسرائيل» الغدة السرطانية، فلا تمر سفينة مملوكة لليهود، ولا أخرى محملة ببضائع إليهم في الأراضي المحتلة، فلتغضب أمريكا، ولتحشد ما استطاعت من لفيف العالم، لتشكيل تحالفات جديدة لمواجهة يمن الإيمان، فمهما كان الثمن لا عدول عن القرار اليماني، ولا عزوف عن الخيار في محو الكيان المحتل، ولا عاصم اليوم من أمر الله، الذي تجلى بأيدي اليمن قائداً ومجاهدين وشعباً.
إن يمن الحادي والعشرين من أيلول اليوم؛ فرض معادلات جديدة، معادلات أسقطت الكيان اللقيط ثقافياً وفكرياً قبل أن تسقطه عسكرياً واقتصادياً، فنحن اليمنيين وفلسطين تجمعنا وحدة الدم والعقيدة والعرق والثقافة واللسان والتاريخ والمصير والمظلومية والاستضعاف والحق الذي نمثله وندافع عنه، وعليه؛ فالبحر الأحمر سيبقى بحراً عربياً إسلامياً، لا يهودياً، ولن يكون ممراً لأساطيل داوود وسليمان كما كان يحلم اللقطاء وشذاذ الآفاق من يهود وصهاينة، بل سيكون منطلقاً لكتائب الأنصار، وجيش محمد، صلوات الله عليه وآله، وبقيادة علي العصر، لدك حصون خيبر، ومحوها من الخارطة، وغداً تطلع شمس الموت لـ«إسرائيل»، أليس الصبحُ بقريب؟
* نقلا عن : لا ميديا