يخشى المزريون الألسن والأقلام الصادقة مع الله والشعب وسيد الثورة أيده الله، أعظم بكثير من خشيتهم لله، هذا إن كانوا يعيشون الخشية لله سبحانه وتعالى ولو في حدها الأدنى أصلاً، مع العلم أن الواقع مليء بالشواهد والأمثلة المؤكدة على مجانبتهم لهدى الله إذا ما شعروا أنه لا يتفق وأمزجتهم ورغباتهم، ولا يلبي طموحاتهم، ولا يدفع الناس للتسليم لأمرهم في جميع الحالات، ويفرض عليهم الطاعة العمياء والمطلقة لهم في السراء والضراء والحق والباطل والصلاح والفساد والعدل والظلم، لذلك اتجهوا مؤخراً لإعداد وبناء نوع جديد من الإعلاميين، نوع لم يسبق لأحد من العالمين أنْ حصل عليه، نوع يتمتع بالكثير من المواصفات والمقاييس التي تجعله بحق لا يشبه أياً من الإعلاميين في مختلف بقاع الدنيا، ولعل أهم وأبرز الصفات والخصائص التي اكتسب بموجبها هذا النوع الجديد مزية الفرادة على مَن سواه هي:
1. أنه ليس مطلوباً منه أن يفكر أو يختار أو يقرر، فهناك مَن يفكر ويختار ويقرر بالنيابة عنه، وما عليه إلا أن يُنفذ كل ما يُطلب منه تنفيذه كما هو، ودونما زيادةٍ أو نقصان، ودون قيد أو شرط.
2. أن يعلم علم اليقين أن أي توجه لنقد الواقع نقداً بناءً، وتناول الظواهر الموحية بانحراف مسؤول هنا، وفساد آخر هناك، وظلم وبغي واستكبار ثالث هنالك؛ جريمةٌ ما بعدها جريمة، لا يقدم على القيام بها إلا منافقٌ قد مرد على النفاق، وعميلٌ خائنٌ مرجفٌ ليس له حظٌ في دين أو خلق إنساني!
3. أن يبذل كل ما بوسعه من جهد ووقت، ويسخر كل ما لديه من قدرات ومواهب لمدح ذوي الجاه والمال والمنصب، فهم العدالة والإيمان، والصدق والاستقامة والتقوى والبر والتواضع والإحسان، وما عداهم فهو الخطر الكبير والشر المستطير!
4. العمل على ترسيخ قناعة في الوجدان الجمعي؛ أن مَن يهتم بقضايا الأمة الكبرى، ويعز عليه ما يلاقيه المستضعفون من ظلم وتعدٍ وجور في كل مكان في العالم؛ يجب أن يكون متساهلاً مع كل الأمور الجالبة لشعبه المزيد من الآلام والأحزان والفقر والمعاناة، ومَن تكلم عن شيء منها يقال له: اسكت، فالعالم كله منشغل بالقضايا الكبرى والمصيرية، وأنت تريد منا التفرغ لقضاياك وأمورك الخاصة، أو نلتفت لحل مشكلة أو إصلاح وضع أو معالجة ظاهرة سلبية هنا أو هناك! يا أخي عليك أن ترتقي وتكبر على مستوى التفكير والنظرة والوعي.
وأخيراً، فإن ما أقدمت عليه جامعة صنعاء بحق خريجي كلية الإعلام الذين فرضت عليهم أن تكون مشاريع تخرجهم مادةً دعائية لها؛ ليس قرار رئاسة الجامعة، ولا قرار داعر عميد الكلية، ولكنه قرار منظومة كاملة، لها وجود في كل قطاعات الدولة ومؤسساتها، ولن تغمض لها جفن حتى تنجز مشروع الإعلاميين الجدد.
* نقلا عن : لا ميديا
طباعة الصفحة
مقالات ضدّ العدوان
فيسبوك 
تويتر 
يوتيوب 