مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
طفولية التفكير
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 9 أشهر و 11 يوماً
الإثنين 21 فبراير-شباط 2022 07:37 م


زماننا الذي نعيشه مواجهةً لكل قوى الهيمنة والاستكبار، وانطلاقةً صوب البناء والتنمية، يوجب علينا عدم الفصل بين مرحلةٍ ومرحلة من عمر التحرك الثوري والجهادي، وعدم الفصل بين المسارات والتحركات المختلفة، لأن المراحل التي قطعناها والمسارات التي اتخذناها لأجل المواجهة على كل المستويات، هي متداخلةٌ في ما بينها، يسند بعضها بعضاً، ويتكامل كل شقٍ منها مع الشق الآخر، لذلك ما أسوأ حال أولئك الذين يفلسفون الفشل هنا أو هناك للناس، ويبررون للفاسدين والعاجزين والمتخاذلين ما هم فيه من فساد وعجز وتخاذل وضعف، بحجة أن المرحلة هي مرحلة مواجهة عسكرية لقوى العدوان لا أكثر ولا أقل، متناسين أن سيد الثورة (حفظه الله)، قد أكد في الكثير والكثير من كلماته وخطاباته أن المواجهة العسكرية لقوى العدوان هي أولوية وليست العمل الوحيد الذي يتوقف عليه تحركنا، فهناك مهام وواجبات وأعمال ليست أقل شأناً من الجانب العسكري والأمني، لأن الاهتمام بها والحرص على القيام بكل ما يلزم لإخراجها إلى النور على أكمل وجه هو في حقيقة الأمر الترجمة الطبيعية والواقعية لكل ما يجترحه رجال الرجال من معجزات ويحققونه من انتصارات، بالإضافة إلى أن مدى وعينا وإدراكنا لكل ما يقدمه أولئك الصادقون من تضحيات ويبذلونه من دماء على مذبح الحرية والكرامة يجب أن ينعكس على حركتنا ونشاطنا في كل ما نقوم به من أعمال في مختلف ميادين المسؤولية، هذا إذا كنا صادقين مع الله ومع القيادة ومع الشعب، أما إذا لم يكن الأمر كذلك فعلى الدنيا السلام.
وقد صدق أحد الإخوة المخلصين، المشهود له بالثبات والنزاهة والصدق، إذ يقول: «إن السكوت عن الفساد والفاسدين والسعي لتبرير الفشل في أي مجال من المجالات، والتوقف على ما يجب القيام به من إصلاحات يتطلبها الواقع السياسي والاجتماعي والعلمي والاقتصادي والثقافي، هو جرم كبير تصل درجته في الإثم ما يجعل مرتكبه مستحقاً للعقوبة الإلهية التي أوجبها الله سبحانه، للذين يولون الدبر يوم الزحف».
هذا القول يتطابق تماماً مع ما قاله سيد الثورة أبو جبريل (رعاه الله)، ذات مرة، إذ يقول: «إننا في مواجهة شاملة مع الأعداء، الأمر الذي يحتم علينا أن نتحرك بروحية المقاتلين في كل ميادين العمل، لأن كل ساحة نتحرك فيها ونعمل من خلالها هي ساحة مواجهة مفتوحة مع الأعداء عاقبة التقصير فيها وخيمة في الدنيا والآخرة».
من هنا لزم التنبيه لكل أولئك الذين يتطيرون بكل مَن يكشف عيباً هنا أو يبين خللاً هناك، أو يقوم بتقديم نصح لهذه المؤسسة أو تلك، أو يقف بوجه ظالمٍ ويسعى لإنصاف مظلوم، بحجة أن عملهم ذاك مجلبة للشر وسبب من أسباب الفرقة والاختلاف، وعامل مساعد للعدو إذ يمكنه من الوصول إلى تحقيق أهدافه وبلوغ مراده بأقل الخسائر، وهذا اعتقادٌ باطلٌ ينم عن سطحية التفكير وسذاجته لدى كل مَن يحاول إقناع الناس بهذا المنطق السخيف، لأن الذي يجلب الشر والدمار ويسبب الفرقة ويؤدي إلى التنازع والفشل والاختلاف، ويقدم للأعداء خدمة مجانية على طبق من ذهب هو التهرب من تحمل المسؤولية في حل مشاكل المجتمع، والتنصل من واجب التقديم للخدمة التي يحتاجها الناس في مختلف المجالات، والتساهل في ضياع حقوقهم، والسكوت عن الذين يعملون بين الناس بالظلم والعدوان، ويمارسون الجور والتسلط والبطش، ويدعمون وجود الباطل ويعملون على بقائه واستمراريته باسم الحق، ولكنها طفولية التفكير والتدبير، وعشوائية التحرك، وغياب التخطيط، والعمل على مراكمة المشاكل، وانعدام الجدية والرغبة في إحداث التغيير الفعلي وخلق الإصلاح التام والحقيقي، هي العوامل التي ترينا الأشياء على غير حقيقتها، وتجعلنا نتصرف بخلاف ما تقتضيه الحاجة ويتطلبه الواقع.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عفاف محمد
قائدنا الشهيد
عفاف محمد
إبراهيم الوشلي
الواعي الكذاب..!
إبراهيم الوشلي
عبدالعزيز البغدادي
شرعية الحياة وصناعة السلام!
عبدالعزيز البغدادي
عدنان الجنيد
” الحِكمة ” في مشروع الشهيد القائد
عدنان الجنيد
عبدالرحمن مراد
الباغون في الأرض بغير الحق
عبدالرحمن مراد
هشام الهبيشان
اتصال الوقت الضائع بين بايدن – بوتين .. هل دُقت طبول حرب الكبار؟؟؟
هشام الهبيشان
المزيد