كنت أكره أفلام العصابات والمافيا الأمريكية، وأعتقد أن فيها مبالغة لا يمكن أن يقبلها عقل، حيث يبتز رجال العصابات أهالي المنطقة وأصحاب المحلات، يتعمدون أذيتهم وتهديدهم في أطفالهم وعائلاتهم... كنت أقول: لا يمكن لعاقل قبول هذا الذل والانبطاح مهما كان الأمر!
حتى جاءت عصابات المرتزقة في تعز، والفيديوهات الواردة من هناك، وهي القليل والنزر اليسير مما يحدث فعلياً هناك.
قتل باعة قات بدم بارد من أجل أن يسرق الواحد علاقيتين قات!
اغتصاب أطفال في سن التاسعة والعاشرة من العمر!
اختطاف نساء واغتصابهن وسرقة ذهبهن ثم إلقاء جثثهن في “السايلة”!
قتل وإبادة أسر بالكامل؛ الأب مع الأم مع الأطفال!
إطلاق نار على الصيدليات التي ترفض بيع حبوب الهلوسة والمخدرات لأفراد العصابات!
اقتحام المنازل ونهبها وبيعها بعد ذلك، وصاحب الحق لا يجرؤ على الكلام!
تهجير “الأعداء” بدوافع طائفية ومناطقية!
إجبار المغتربين على إبقاء عدد من أبنائهم وبناتهم “رهائن” في منازلهم لضمان إرسال الإتاوات الشهرية للعصابات!
هذا بعض ما يمكن قوله، وهو سيئ، وهناك ما هو أبشع يصعب الحديث عنه وستكشفه الأيام مما لا يصدقه العقل، ونعجز عن كتابته حتى لا يقال إننا نفجُر في الخصومة.
ما الذي يجري في تعز؟!
والمرتزقة ساكتون بذريعة: “لا يستغلها الحوثي”، “لا يستفيد منها الحوثي”!!
الصراحة، “المرتزقة ساكتين .. والثوار ساكتين”، لأن الجميع يشعر بالحرج مما يحدث هناك. لكن والله إن السكوت أكثر، حراااام!
المشكلة يجي لك واحد قد المفصعين نتوعوه وهزوروه وسلبوه البيس حقه وخلوه ما يسوى ريالين وجحبلوا به وهرب إلى صنعاء منهم، وجالس يروح قهوة العدانية يشرب شاي مُلبن ويدخن سجائر “بال مال”، ويتكلم عن “حكم العصابات” في صنعاء! حسبنا الله ونعم الوكيل!!
كلهم يعيشون وضعا مأساويا بائسا في المناطق المحتلة، تعز أو عدن أو المخا... أو غيرها، ويريدون -حسب لغتهم- “تحريرنا”، ليأتي غزوان المخلافي وأخوه صهيب من تعز ويذيقونا طعم الحرية التي أذاقوهم إياها، وينقلونا إلى دوحة العيش الهنيء الذي يرزحون تحته!!
ما يجري في تعز جرائم بشعة لا يوازيها سوى السكوت عنها.
* نقلا عن : لا ميديا