مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
سبيل التعرف على مَن حولك
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 8 أشهر و 15 يوماً
الأربعاء 08 مارس - آذار 2023 09:27 م


لا شيء أقدر على إعطائك الصورة الواضحة لكل مَن حولك من الناس، التي تمكنك من الإحاطة المعرفية بهم، وتساعدك على سبر أغوار نفوسهم سوى: ميادين العمل، وساحات تحمل المسؤولية، إذ سيعطيك كل إنسان يتحرك في هذين المجالين من خلال طريقته في العمل، وأسلوبه في التعامل مع زملائه والمحتكين به، والقادمين إليه طلباً لإنجاز معاملة، أو تيسير خدمة، أو رفع مظلمة، كتاباً مفصلاً وتاماً عنه، بحيث تتعرف على ما لا يمكن لأي شيء أن يكشفه لك على حقيقته بهذه الدقة والشمولية، فأنت واجدٌ أولاً السمات والخصائص التي تكشف أمامك طبيعته النفسية، ومكوناته الداخلية، التي كان لها الدور الأبرز في رسم ملامح شخصيته، وتكوين تصوره عن الكون والحياة والإنسان، وستجد ثانياً الفصل الذي يشرح لك الدوافع التي تقف وراء نشاطه العملي، وحركته في الحياة كلها، كما أن باستطاعتك التعرف على جميع الأهداف التي يسعى للوصول إليها، دون أن يكشف هو لك عنها.
وهكذا يبقى العمل الانعكاس الطبيعي للصورة الداخلية للإنسان، والتي يستحيل رؤيتها بالعين المجردة، أو بأحدث ما توصل إليه العلم من الأجهزة التي تساعد على الرؤية، فاستطاع الإنسان من خلالها اكتشاف عوالم لا حصر لها من الحشرات والكائنات الحية سواءً ما كان منها يعيش في الطبيعة، أو يستوطن الأجسام والخلايا الآدمية، إذ لا محل للزيف أبداً في الجانب العملي، ولا مجال للتصنع والتظاهر الخادع في ساحة الوقوف وجهاً لوجه مع تحمل المسؤولية.
نعم بإمكان الجبان أن يكون انطباعاً لدى الناس بأنه شجاع، ولكن بشرط أن يظل بعيداً عن مواطن الاختبار التي ستفضح زيف ادعائه، ويكتفي فقط بالكلام في المجالس العامة أو الخاصة، ولا بأس أن يضيف شيئا من الحركات والنبرات الصوتية التي تدعم دعواه بامتلاك الشجاعة، وقد يتمكن الجاهل من تضليل خاصته، وبعض المحيطين به، فيعتبرونه عالماً، وما إن يبدأ بتصديق نفسه، عازماً على إظهار علمه للناس حتى يصطدم بالعلماء والعارفين وذوي الاختصاص، وحملة الفكر، ورجال الأدب والثقافة، فيعيدوه إلى موقعه وحجمه الطبيعي، كجاهل مع مرتبة الحمق.
وقد يتخذ بعض الناس من العبادة والتقى والذكر والدعاء، والتظاهر بالتواضع والإحسان والرحمة والصلاح والصدق والعدل والزهد وحسن الخلق مطيةً للوصول إلى أهدافه، وسبيلاً لكسب مجتمعه إلى صفه، وباباً للدخول إلى مواطن الجاه والمنصب، وما إن يبلغ مراده، ويصل إلى غايته، حتى يخلع ذلك الثوب القديم، ويلبس ثوباً جديداً، فتراه بين عشيةٍ وضحاها قد انقلب رأساً على عقب، وصار أشد تكبراً من إبليس، وأعظم طغياناً من فرعون، وأكثر بطراً من قارون، لأن تلك حقيقته، التي لم تغب إلا أملاً بالعودة إلى الواجهة، بعد أن تكون قد حققت من خلال تجميدها في المرحلة السابقة انتصاراً على الصعوبات، وأسهمت في اجتياز الكثير من العوائق والعقبات التي كانت تقف في طريقها.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
إبراهيم الوشلي
وساوس..!
إبراهيم الوشلي
عبدالفتاح حيدرة
سوق نخاسة نجومية السلطة والمال
عبدالفتاح حيدرة
عبدالعزيز البغدادي
السياسة المعادية للطبيعة!
عبدالعزيز البغدادي
عبدالقوي السباعي
حكايتي مع عروس البحر الأحمر"2-2"
عبدالقوي السباعي
علي ظافر
روسيا في اليمن: وساطة؟ أم مناورة في “لعبة الأمم”؟
علي ظافر
عبدالله عمر الهلالي
وجودُ أمريكا في اليمن ليس جديداً
عبدالله عمر الهلالي
المزيد