مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
لماذا ظلوا وحيدين مجهولين؟
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 5 أشهر و 29 يوماً
السبت 27 مايو 2023 10:06 م


على مر تاريخ الإسلام الأصيل، المجسد في حركة التشيع الأحمر: شهدت البشرية وجود شخصيات إنسانية، بلغت الدرجات العلى في تكاملها الروحي والخلقي والمعنوي والفكري، والحركة العملية، في مختلف الميادين، جهاداً وعلماً وتعليماً، وتحملاً للمسؤولية الإنسانية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية... لما لتلك الحقول من علاقة وطيدة بحاضر الأمة ومصيرها المستقبلي في الدارين، ولا تكاد تخلو حقبة زمنية من هؤلاء العظماء، والهداة الأعلام، ورثة الكتاب، ودلائل نور الرسالة الخاتمة العالمية الخالدة، ولكن ظل هؤلاء وحيدين، على الرغم من كثرة مريديهم وأتباعهم، مجهولين غرباء لدى السواد الأعظم من عامة الناس، وجماهير الأمة، على الرغم من كثرة عطائهم الفكري الذي يشمل كل مجال من مجالات الحياة المختلفة والمتشعبة والواسعة، وعلى الرغم من حجم ما تركوه من آثار ومقومات بناءة في توجهاتهم العملية، التي تكفلت بوضع الأسس والقواعد والمبادئ التربوية، القادرة على إيجاد الفرد والمجتمع النموذج، وخلق الأمة القادرة المريدة المنتصرة الواعية العزيزة المتقدمة في أي عصر أو مرحلة زمنية، وفي أي جيل من الأجيال، وأياً كانت الظروف التي تحكم وضعية وواقع الناس، فلماذا ظلوا ويظلون وحيدين غرباء مجهولين؟
إنه مرض التسطيح يا سادة، الذي ابتلينا به، عندما تركنا الباب مفتوحاً أمام دخول أولئك الذين يجيدون التلون بحسب البيئة والمناخ، ويقدرون على تمثيل دور الواعين والمخلصين لأصالة النهج، ويتقنون أساليب المكر والخداع، ويمارسون سياسة الإلتواء، ويعمدون إلى تهميش كل الأفكار التي تضمنها النهج، كأسس ثابتة، لا يجوز إغفالها، لأجل حماية مصالحهم ومواقعهم وامتيازاتهم ومقربيهم.
وهكذا بقيت الأفكار والمنهجيات الرسالية عرضةً للمسخ والتحريف والإلغاء والبتر والزيادة والنقصان، تبعاً لما تقتضيه مصلحة عبيد الهوى، والطمع والجاه والشهرة حتى اليوم، لأن النهج الرسالي ليس كالفلسفات والنظريات العلمية والرياضية، التي لها رجالها المختصون بفك رموزها، وبيان مادتها، وإنما هي خطاب يتجه إلى الجماهير، ويهتم بالناس كل الناس، لذلك كان من السهل على حملة فيروس مرض التسطيح تنصيب أنفسهم مبلغين لذلك الخطاب، ودعاة إليه، وممثلين حصريين له، وهم طبعاً سيقومون بتقديمه للناس بالشكل الذي يخدم قضاياهم الشخصية، ويبرر كل ما هم فيه من جهل وظلم وكبر وغرور وعنجهية وأنانية ونفوذ وأثرة وعجز وفشل وانحراف وضلال، ومخالفة للمنهجية التي يدعون حملها، والوفاء لقادتها ورموزها، ولا بأس من الحفاظ على الطقوس والأوراد، شريطة أن تظل ميتة جامدة، لا تقدر على إحداث أدنى تحول أو تغيير فكري أو سلوكي.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
د.سامي عطا
الدولة التي نطمح
د.سامي عطا
أحمد العماد
الوظيفة العامة الخيار الأخير
أحمد العماد
فهد شاكر أبوراس
«شعار الصرخة» كموقف ثابت ومبدئي
فهد شاكر أبوراس
دينا الرميمة
الصرخة.. صوتُ الأُمَّة الساخِطُ على أعدائها
دينا الرميمة
عبدالمنان السنبلي
الحقيقةُ الغائبة
عبدالمنان السنبلي
عبدالفتاح علي البنوس
ملف الأسرى وعراقيل المرتزقة
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد