مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
غيثٌ في صحراء
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 4 أشهر و 24 يوماً
الأربعاء 26 يوليو-تموز 2023 12:35 ص


كلما وقف المرؤ على أحد الأفلام الوثائقية لبطلٍ من أبطال الجيش واللجان الشعبية شعر بالحزن يطبق عليه، ووجد الألم يعتصر فؤاده، نتيجة ما يلمسه من فروق كبيرة بين الذين بذلوا مهجهم في سبيل الله، وبين الذين جنوا ثمرة تلك التضحيات، وباتوا في مواقع متقدمة، ملكوا خلالها الجاه والمنصب، ونالوا بموجبها كل شيء، إلى الحد الذي جعلهم ينسون مَن هم، ولماذا صاروا هنا، وما هو المشروع الذي يحملونه، وما الذي يجب عليهم فعله، عرفاناً لتلك الدماء والأرواح التي بُذلت على مذبح الحرية والسيادة والاستقلال، وتأكيداً للثبات على النهج والخط الذي سار عليه الذين قُتِلوا في سبيل الله.
إن القضية ليست قضية اختلاف في المنهاج الذي يصدر عنه هؤلاء وأولئك، ولا تغير للأهداف تبعاً لتغير الظروف، وتعدد المراحل الزمنية، وتنوع واتساع الآمال والآلام والأحداث والمشكلات والمخاطر والتحديات، ولكنها قضية اختلاف قلوب وعقول المتلقين لا أقل ولا أكثر.
فالشهداء عليهم رضوان الله كانوا يملكون قلوباً تتسع بسعة الكون، وعقولاً نيرة، تضيء الدرب لكل الناس، ونفوساً مطمئنة، زادها الإيمان بالله، وطينتها الفطرة السليمة، لذلك أثروا الحياة، واستطاعوا التأثير في النفوس، والتغيير للواقع.
أما معظم الوجوه البارزة التي جاءت لتحصد ما زرعوا، وتقيم في البنيان الذي بنوه بدمائهم وجماجمهم فهي ذات قلوب ضيقة، طال عليها الأمد، حتى أُصيبت بالقسوة، وعقولٍ لا آفاق لها، لذلك تراهم يخشون الإسلام الأصيل، وينزعون لاجترار ما كانت عليه الوهابية قبل الانفتاح والتحلل، ويطبقون تجربة طالبان بدقة، دون أن يخرموا منها بنداً واحداً. وهكذا عندما لا تكون النفوس بمستوى القرآن، لا يمكن لها إلا أن تبقى مظلمة خبيثة، ترى الأشياء كلها من زاوية الغريزة الجنسية، وتقيم الواقع، وتحكم عليه بناءً على ما تختزنه من سوء وقبح وعقد نقص، فالطلاب والطالبات في قاعة الدرس شر وفساد، يجب القضاء عليه، وهكذا ندرك أن القرآن كالغيث، لا يمكن أن نلمس أثره إلا من خلال وجود أراضٍ خصبة، أما النفوس المتصحرة فلن تنتج سوى الشوك، وبعض النباتات القاتلة، نعم يفقد الغيث قيمته ومعناه حينما يصب في صحراء.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
هاشم أبو طالب
التكفيريون والمنفلتون.. نموذجان يجسّدان الانحرافَ الأموي.
هاشم أبو طالب
عبدالمنان السنبلي
في ذكرى ثورة الحسين
عبدالمنان السنبلي
مطهر يحيى شرف الدين
المُعلِّمون وحُكومَةُ الإنقاذ ووزارةُ التَّربية والتَّعليم.
مطهر يحيى شرف الدين
عبدالفتاح حيدرة
استعينوا على قضاء حوائجكم ب«الحقيقة»
عبدالفتاح حيدرة
خالد العراسي
إلى مخلصي وشرفاء المسيرة اتحدوا لاستعادة ما فُقد
خالد العراسي
بثينة شعبان
على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة
بثينة شعبان
المزيد