مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
آليات لصناعة الوعي
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: شهرين و 30 يوماً
السبت 08 يونيو-حزيران 2024 09:37 م


كان الإمام علي عليه السلام واضحاً في صناعة وعي الجمهور، ولم يترك ثغرةً في أي قضية من القضايا التي من شأنها أن تتسلل من خلالها العوامل المحدثة لحصول اللبس في وعي الجماهير، الذي متى ما سطا على العقول أفقدها القدرة على إمازة الحق من الباطل. فحينما أتاه رجلٌ من المسلمين في حرب الجمل في حيرة من أمره يسأله أي جبهة هي على حق؛ جبهة علي أم عائشة؟

وبالرغم من أن الأمير عليه السلام هو الحق بإقرار النبي ص الذي قال الحق مع علي يدور أينما دار ، إلا أن عليا ع لعلمه بابتعاد المسلمين عن عصر التشريع، وتراكم الانحراف في الوعي العام تراكما كميا وكيفيا، أجابه إجابة تأسيسية، بالرغم من أن الظرف كان ظرف حرب وعسكر ويحتاج فيه كل عنصر وفرد وعادة في الحروب يكون التوجيه عسكريا يغلب عليه التحيز والتعصب، لكسب أكبر قدر ممكن من الجنود، ولصناعة وعي خاص يصب في صالح صاحب المعركة وحزبه وتوجهاته، ويتم صناعة تحيزات وتعصبات ترجح كفة جبهته بل في لحظات الحرب يتم توجيه الوعي توجيها عصبويا تحيزيا، لكن كانت إجابة علي ع تدل واقعا على المنهج الإصلاحي وآليات صناعة الوعي في عقول الجمهور بعيداً عن العسكرة والتحيزات والعصبيات، للأخذ بهم إلى جادة الحق وتحقيق الهدف الرسالي، فقال له: اعرف الحق تعرف أهله، حيث نستشف منهجا في كيفية تعاطي القيادة مع المحيط، ولعل من أبرز معالم هذا المنهج العلوي هي:
- استنهاض العقول في البحث عن الحق لا عن الأشخاص، وتظهير وعي المحيط بتطوير قدراته العقلية والبحثية.
- محاولة التخلص من القبليات العصبية كافة كي يتجه العقل بشكل موضوعي باحثا عن الحق لا عن القبيلة والمذهب.
- الحاجة للاتباع الواعي لا الارتباط الحراري، فقوله اعرف ولم يقل اعلم يدل على أن المطلوب هو معرفة للحق واعية، أي ليس فقط العلم به بل سلوك طريقه ومنهجه والالتزام بجادته على طول الخط الرسالي.
فكثر في محيطنا يعلمون بالحق، لكنها مجرد معلومات لم تدفعهم للتطبيق والإقرار السلوكي والعملي.
رغم أن الظرف الذي طرح به السؤال هو ظرف حرب، إلا أن الأمير ع قدم نموذجا للقيادة المنضبطة بجادة الحق والقيادة الموضوعية غير الشخصانية القادرة على تأسيس استراتيجيات للفعل ومناهج للتفكير وليس انفعالات آنية غير مدروسة تحت ضغط الظروف المحيطة.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
إيهاب شوقي
المرحلة النهائية للصراع مع الصهاينة ومنظومة الاستعمار
إيهاب شوقي
عمر القاضي
قرار فشنج
عمر القاضي
علي الدرواني
التنسيق المشترك بين اليمن والعراق يثمر قلقًا أميركيًّا
علي الدرواني
رشيد الحداد
وفد من «أنصار الله» إلى السعودية: الرياض تبطل قرارات «مركزي عدن»
رشيد الحداد
محمد محسن الجوهري
لا طاقة للغرب بإدارة حربين في وقت واحد
محمد محسن الجوهري
رشيد الحداد
الشراكة اليمنية - العراقية تسري: أولى العمليات المشتركة ضد «حيفا»
رشيد الحداد
المزيد