مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
وهكذا يضيع الفجر
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و شهر و 3 أيام
الأحد 22 أكتوبر-تشرين الأول 2023 10:09 م


كُفّ عن التحليق في فضاء من الأحلام الوردية، والأفكار المشبعة بالأوهام والخيالات، فأنت أولاً وأخيراً في ظل أمةٍ ماتت إنسانيتها، وباعت كرامتها، وتنازلت عن شرفها. أمة المليار والنصف وأكثر، ولكنها ليست بشيء، أمةٌ لاتزال القضية الفلسطينية تعريها في كل يوم على مدى أكثر من نصف قرن، أمةٌ أدمنت الذلة والاستكانة والعبودية، أمةٌ تدثرت بالخزي، وتجلببت بالصغار، أمةٌ لا خير فيها، بل هي الشر المطلق، والبلاء العظيم الذي ابتليت به الدنيا بأسرها.
نعم؛ ثمة أصواتٌ حرة، وضمائر حية، ورجال صادقون، آمنوا بالله، وعملوا على تأكيد إيمانهم ذاك من خلال اهتمامهم بقضايا الإنسان، فبادروا إلى تبني الدفاع عن حقه في العدل والحرية والعيش الكريم، باذلين أرواحهم في سبيل كل ذلك، ولكنهم ظلوا بفعل الجهل مغيبين عن الذهنية العامة، مبعدين عن ساحة البناء الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي وسواه، لكون الساحة اليوم محكومة بأفكار وقناعات وعقائد صهاينة العرب، ومسوخ الوهابية الإخونجية، وشراذم التتبيع والتطبيع من ممالك وإمارات ودويلات وأنظمة العار، الذين لم يتركوا شيئاً دون تبديل وتغيير وتزييف وتحريف وقلب وحذف وزيادة ونقصان وتشويه وتغييب ومحو وإلغاء، لدرجة أنك لو لم تكن منطلقا في تقييمك للواقع ونظرتك للأمور من منطلق ثقافة سليمة، وأفكار صحيحة، تورث وعياً حقيقياً، وتبني إرادة قوية وثابتة، وتدفع باتجاه اتخاذ الموقف الذي ينسجم والمبادئ والقيم والمعاني والأسس والمفاهيم التي تمليها على الذات العقيدة الإيمانية المتبناة من قبل الإسلام الأصيل؛ لأصبحت صهيونياً أشد بشاعة وجرماً من صهاينة اليهود، ولصرت أحقر بكثير من كل مسوخ وأراذل البشرية عبر تاريخها الطويل.
انظر فقط لما تقدمه هذه الأيام تلك القنوات الخليجية الإخبارية، في تغطيتها لمعركة «طوفان الأقصى»، كالجزيرة والعربية والإخبارية السعودية، وستعرف إلى أي حد وصل العرب في التسافل والانحطاط، فاليهودي الصهيوني المعتدي المحتل المجرم قتيل، والفلسطيني المدافع عن عرضه وأرضه وشرفه ودينه ومقدساته قتيلٌ أيضاً، والأدهى والأمر من ذلك هو أن تسعين بالمائة مما تقدمه تلك القنوات ولاسيما الجزيرة من مواد وبرامج معمولٌ خصيصاً لضرب الروح المعنوية لدى الفلسطيني أولاً، ولدى المشاهد العربي المسلم ثانياً، وللأسف فإن الإعلام المقاوم لايزال ضعيفاً للغاية في كل ما يطرحه من قضايا، ويتبناه من أفكار ومواقف، فهو وإن امتلك القضايا الحقة والعادلة؛ افتقر إلى الكيفيات والطرق والأساليب التي تضمن وصولها إلى أكبر قدرٍ ممكنٍ من الناس، وهكذا يضيع الفجر، وسط تزاحم الديكة التي تحول بكثرتها العشوائية التبشير بقدومه إلى مجرد ضجيج يرهق الأبدان، ويصم الأسماع.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
إيهاب زكي
في غزة سؤال وأجوبة
إيهاب زكي
عبدالمجيد التركي
طعنة الذليل
عبدالمجيد التركي
مرتضى الجرموزي
لعنةُ التاريخ
مرتضى الجرموزي
عماد الحطبة
الحرب الشاملة قائمة…
عماد الحطبة
رشيد الحداد
صنعاء تتجاهل «بطولات» واشنطن: رأيناكم في «آرامكو»
رشيد الحداد
يحيى المحطوري
إجابةٌ على سؤال: أينَ محورُ المقاومة؟!
يحيى المحطوري
المزيد