مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
نعم الجنون جنوننا
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 9 أشهر و 22 يوماً
الخميس 10 فبراير-شباط 2022 09:58 م


تمضي قوى العدوان في غيها من خلال التمادي في سفك دمائنا، ومفاقمة معاناتنا بالمزيد من تشديد الحصار علينا، والعمل بمختلف الأساليب وشتى الوسائل على إخضاعنا وإركاعنا لهيمنتها، وإقرارنا في الدخول ضمن الصف الطويل والعريض من أبناء البشرية مجتمعاتٍ وشعوباً الذي يدين لأمريكا والصهيونية وبقية توليفة قوى الاستكبار العالمي بالعبودية المطلقة، ويتعامل معها بالخضوع التام، لا لشيء إلا لأنها الأقوى مادياً والأكثر تقدماً، ولكوننا لسنا بمستواها من حيث امتلاك مقومات صنع القوة التي تجعل منا بمنظور الإمبريالية أنداداً في كل شيء، فإن هذه القوى غير معنيةٍ بحسب ما تؤمن به من أفكار بإعطائنا أي شيء من الحق الذي لنا، وليست مستعدةً على أي حال للتعامل معنا على أساس من العدل، لأن التعامل باعتبار الحق أو العدل لا يجوز إلا في إطار وجود قوي بمقابل قوي آخر، لكون ذلك بحسب ما يعتقدون هو الفضيلة، لأنه إعطاء من قويٍ لقويٍ مثله، أما عدل القوي مع الضعيف واعترافه بالحق الذي له فهو رذيلةٌ وضعفٌ وتساهلٌ، من وجهة نظر الإمبريالية وقوى الاستكبار العالمي، لذلك فالقوي معذورٌ بكل المقاييس في كل ما يقول ويفعل، ومهما بلغت جرائمه واتسعت دائرة ظلمه للأمم الفقيرة والشعوب المستضعفة فذلك طبيعيٌ جداً، لأنه مستندٌ إلى القوة وقائمٌ بها، وليس على الضعيف إلا التقبل لكل ذلك والعمل على التكيف مع الواقع، لأن ضعفه يفرض عليه أن يكون أكثر خنوعاً وانقياداً وطواعيةً لكل ما يريده الأقوياء ويرغبون في الحصول عليه، كما أن ضعفه هو قدره الذي لا يجوز له وتحت أي مبرر الخروج منه إلى القوة مهما كان، إذ يُعد ذلك بالنسبة لقوى الهيمنة والاستكبار تعدياً على النواميس الكونية، وتهديداً خطيراً لنظام الحياة وآلياتها، لذلك نسمعهم يقولون كلما أراد شعبٌ من الشعوب انتزاع حقه في الحياة الحرة والكريمة، وفرض سيادته واستقلاله على الواقع كله: إن هذا يهدد الأمن والسلام الدولي والعالمي.
ليس هذا فحسب، بل إنه في شريعة الغاب المعمول بها في العالم المعولم لا يحق للضعيف أن يعيش مستقلاً عن سيطرة القوى المستكبرة، أو أن يطمح إلى البقاء خارج نفوذها، لأن ذلك يغري بقية المستضعفين بالخروج والتمرد على تلك القوى كما تعبر عن ذلك صراحةً في أدبياتها السياسية والفكرية.
أما حديث الضعفاء عن الأمل والمستقبل، وتحركهم على أساس الثقة بالله والاعتماد والتوكل عليه سبحانه، فهو الجنون بعينه بالنسبة للمستكبرين، لأن نظرتهم قائمة على أساس مادي محض لا يؤمن بالغيب ولا بالمعنويات أبداً، لذلك نحن اليوم بنظرهم واهمون ومجانين، لكن نعم الوهم وهمنا ونعم الجنون جنوننا.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالملك العجري
ربيع اليمن وأزمة الدولة بين خيارين: ثورة شعبية ام دولة فاشلة؟"الحلقة الأولى"
عبدالملك العجري
عبدالرحمن مراد
تحريك جبهة حرض
عبدالرحمن مراد
خالد العراسي
نهب ممنهج لأراضي الدولة
خالد العراسي
عبدالفتاح علي البنوس
الإمارات.. والتصعيد المُدِّمر لصاحبه!
عبدالفتاح علي البنوس
أكرم عبدالفتاح
عن صناعة الترند و«التفريغ العاطفي»
أكرم عبدالفتاح
مجاهد الصريمي
بأي وجه؟!
مجاهد الصريمي
المزيد