مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
حتى لا نضيع من جديد
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 7 أشهر و 16 يوماً
الأحد 10 إبريل-نيسان 2022 02:35 ص


مثلما يعمل الإسلام من خلال القرآن الكريم على تحرير الفرد والمجتمع من نقاط الضعف الداخلية، فإنه يعمل كذلك على تحريرهما من كل العوامل الخارجية، التي تشتمل على بعض مظاهر القوة، فيشعر الإنسان بالضعف والانسحاق أمامها، وكلما استغرق فيها أكثر اقترب أكثر من نقطة السقوط النهائية، التي متى ما بلغها أضاع إنسانيته ودينه وكرامته، لذلك كان لا بد من تأكيد العبودية لله، والتذكير بها بصورة مستمرة، من خلال بيان معناها في مقام أداء العبادات، وفي مقام الحركة والنهوض لتحمّل المسؤولية عن الحياة كلها، ولم تقع الأمة في حالة انعدام الوزن والتراجع والضعف والانهزامية إلا عندما حصرت معنى العبادة في الجانب الروحي والقضايا العبادية التي يجب تأديتها من صلاة وصوم وزكاة وحج، ولا شيء آخر، وعزلت نفسها عن الحياة والواقع، فاستأثر بحكمها ومقدراتها الظالمون والمنحرفون، ووجدت نفسها مجبرة على الخضوع والطاعة لأولئك، إذ غرسوا في ذهنيتها أن ليس لها الحق بأن تعارض أو تنتقد أو تشارك في تقديم رأي يسهم في تصحيح مسار هنا أو حل مشكلة هناك، ولم تصل إلى مثل هذا السقوط والتلاشي إلا بعد أن تغيرت دوافعها في كل شيء، وقد بين ذلك الإمام علي (عليه السلام) إذ يقول: "ليس أمري وأمركم واحدا، فأنا أريدكم لله، وأنتم تريدونني لأنفسكم".
وقد بين عليه السلام، كيف يكون تعامل المسؤول الذي يريد أن يوجه الناس إلى الله، لكي لا يقعوا في حبائل المضللين والمخادعين، إذ قدم لهم بوضوح تام، وشرح مستفيض، حقيقة أن الحاكم والمحكوم عباد الله، ومن منطلق عبوديتهم لله، فإنهم شركاء في تحمل المسؤولية، بل إنه يستثيرهم على حكمه، ويدعوهم إلى المراقبة لكل تحركاته، وتوجيه النقد له، إذ يقول: "فلا تكلموني بما يُكلمُ به الجبابرة، ولا تخشوا مني ما يُخشى عند أهل البادرة، ولا تخالطوني، بالمصانعة، ولا تظنوا بي استثقالاً في حق يعرض علي، أو التماس إعظام لنفسي، فلا تكفوا عن مقولة بحق، أو مشورة بعدل، فإنه من استثقل الحق أن يقال له، أو العدل أن يُعرض عليه كان العمل بهما عليه أثقل، ولست في نفسي بفوق أن أخطئ".
وهكذا تتحقق للأمة المناعة من سيطرة الظالمين والفاسدين، متى ما التزمت هذه المبادئ التربوية وسارت عليها، إذ بمثل هكذا وعي وما يعطيه هذا الوعي من دفعة نحو التفاعل والحركة من قبل الجميع، الذين يعتبرون أنفسهم مسؤولين كلا بحسب موقعه ودوره، لن يكون التغيير آنياً أو لحظيا، بل يصبح جزءا من كيان الأمة ووجودها، لا يمكن لأحد أن يجبرها على تركه والتنازل عنه تحت أي ظرف.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
علي ظافر
الحقيقة المُرة و”مجلس العملاء”!
علي ظافر
بثينة شعبان
مردوا على النفاق
بثينة شعبان
د.عبدالعزيز بن حبتور
السعودية تُعيِّن مجلساً رئاسياً لإدارة المناطق اليمنية الواقعة تحت احتلال دول العدوان
د.عبدالعزيز بن حبتور
د.سامي عطا
بطولة الدنبوع المختلقة!
د.سامي عطا
خالد العراسي
قراصنة آخر زمن
خالد العراسي
عبدالملك سام
مسرحية الدنابيع السبعة!
عبدالملك سام
المزيد