عُرِفَ عن رئيس الشهداء ورجل المسيرة، القدوة والنموذج، الشهيد الرئيس صالح الصماد رضوان الله عليه، صلته الوثيقةُ بالمجتمع، وقربه الشديد من جميع أبنائه، كتجسيد حي لمستوى صلته بالله وقربه منه سبحانه وتعالى، وكتعبير واقعي وملموس عن مدى ارتباطه بالمشروع وتمثله لكل تعاليمه قولاً وفعلاً، فكراً والتزاماً سلوكياً وأخلاقياً، فكان كل يمني يشعر بوجوده معه وإلى جانبه، إلى الحد الذي أكسب الجميع الإحساس بالأمان، واستشعار قيمة الوجود للشعور بالكرامة الآدمية، كيف لا وقد لمس المواطن أنه لا يمكن لأحد أن يستعلي عليه أو يجرؤ على ظلمه والتعدي عليه بأي شكل من الأشكال، ألم يشاهد الجميع في عهده مدى انضباط سائقي الأطقم الأمنية والعسكرية الأخلاقي ومستوى التزامهم بقواعد السير حينها؟ ألم يشعر في ظله كل مواطن يمني أن زمن الاستعباد والهيمنة والقهر والإذلال ولى إلى غير رجعة، وأنه بات سيداً وباتت الدولة خادمةً له؟
ليس هذا فحسب، بل لم يكن بوسع أي شائعة أن تمر مهما كان مستواها فتؤثر على الوعي العام، وذلك نتيجة ما كان يوليه الصماد من حرص واهتمام لهذا الجانب بالذات، واليوم تُثار شائعة عن قيام البنك المركزي بمنع تداول العملة النقدية فئة المائتين ريال المعروفة بالمجتمع باسم المائتين الخضراء، وتستمر هذه الشائعة أكثر من عشرة أيام، حتى بات الكل مسلما بأنها حقيقة، فيخرج بعدها البنك ببيان ينفي صحة صدورها عنه! فأين كان طوال الفترة التي ساعد غيابه فيها هذه الشائعة على أن تسري كما تسري النار في الهشيم؟ لا ندري، فالكل في نوم عميق، ولربما أعمى عن رؤية ما يجب فعله في المكان والزمان المناسبين.
شيءٌ آخر من نفحات الصماد، وهو ذاك المتعلق بنظرة المشروع القرآني للمرأة ككيان وكدور، وهذا الجانب لنا معه وقفات قادمة عما قريب، ولكن دعونا نسأل المعنيين اليوم: لماذا تسرحون النساء من معظم قطاعات ومؤسسات الدولة؟ كيف تتحدثون عن خطورة المنظمات وآثار نشاطها المدمر وتبنيها للحرب الناعمة، ثم تأتون لتجبروا المرأة بممارساتكم هذه أن تضطر للالتحاق بتلك المنظمات؟
فكروا بوعي وأنتم قريبون من الناس والواقع، ودعوكم من السباحة عكس المنطق والحقيقة، وغادروا ولو حتى يوما واحدا أبراجكم العاجية، واخرجوا من نطاق الوهم الذي تعيشونه، ليراكم الشعب وتروه بوضوح تام، فتعرفوا ما يريد ويعرف ما تريدون.
* نقلا عن : لا ميديا