مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
عن انتماء الحاجة.. كيف جاء؟
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 5 أشهر و 7 أيام
الأحد 19 يونيو-حزيران 2022 01:43 ص


مرت بمجتمعنا اليمني على مدى خمسة عقود من الزمن هزاتٌ عنيفة، استهدفت الفكر والأخلاق، وبدلت وغيرت في القواعد العرفية، وقضت على العادات الحميدة، وشوهت التقاليد والموروث، هذه الهزات اتخذت عدة مسارات لأنشطتها الهدامة، وأعمالها القبيحة والمشينة، ففيما يتعلق بالعادات والأسلاف والأعراف والتقاليد وكل ما يعبر عن الأصالة والحكمة والعزة والنبل والسماحة والنجدة والنخوة والشهامة والكرم ونصرة المظلوم ونجدة الملهوف وإغاثة المحروم لدى المجتمع اليمني عملت على طمسها، مع الحرص على الإبقاء على كل ما هو سلبي في التركيبة القبلية، والتشجيع على تعميم تلك السلبيات لتصبح عنواناً للمظهر المجتمعي العام، بالإضافة إلى السعي لإدخال أشياء من وحي أفكار المنظومة التي كانت تتقاسم مواقع النفوذ، وتتبادل الأدوار في سبيل الحماية لبنيتها السلطوية، وباعتبار أن الشيخ على الأغلب لم يعد ملزم بمراقيم الآباء والأجداد، إذ صار موظف ضمن نظام مرتهن للأجنبي، وبات هو وكل من هم ضمن النظام الحاكم ملزمين بمراقيم اللجنة الخاصة بمملكة الشر والفساد والعمالة والتكفير، ومقيدين بقرارات نظام آل مردخاي في كل شيء.
وإذا ما أدركنا حجم ما تعرضت له البنية الاجتماعية من تقويض وتجريف وإلغاء لكل ما هو عظيم الأثر في تحقيق التوازن والوحدة والسمو الأخلاقي والنفسي، فإننا سندرك أن الجوانب الأخرى سوف تصاب بما هو أسوأ وأكثر تدميراً وشراً، وهذا هو الحاصل فعلاً، فالمسار الثقافي والتعليمي والإعلامي ظل لسنوات تابعاً في الشكل والمضمون للحالة المصرية الناصرية، ومن ثم للحالة السعودية الوهابية، الأمر الذي جعل نسبة كبيرة من المثقفين وحملة الشهادات العليا وكافة مَن يتتلمذ على أيديهم يشعرون بأن حديثهم عن مجتمعهم، وارتباطهم بقيمه وفنه وتاريخه ليس سوى انحطاط وتخلف وجهل، وللأسف لم ينجُ من هذا الوبال إلا مَن كان لديه معرفة حقيقية بتاريخه، ويشعر بالاعتزاز بمجتمعه وكل ما يعبر عن يمانيته، أو مَن كان آباؤهم منخرطين في صفوف القوى التحررية الوطنية ذات النزعة الإنسانية الصادقة والفكر الأممي الحقيقي، وتمكن من الاطلاع على كل ما له علاقة بأدوارها المشرفة ومراحل تاريخها النضالي الحي والسليم من كل التشوهات.
مع العلم أن مسألة الشعور بمعاداة كل ما هو يمني قد استند إلى منظومة عقائدية وهابية جعلت كل مَن اعتنقها يرى آباءه وأجداده أهل شرك وجاهلية، إلى جانب كل ما سبق نجد كذلك فشل الكثير من الأحزاب سياسياً، وانحرافات الكثير من المحاولات التغييرية أو القضاء عليها في مهدها، جعلى فئات كثيرة جداً وخصوصاً الشباب تشعر بالغربة والعجز وانعدام الوزن، وقلة الحيلة، وفقدان الثقة بالنفس.
ولكن هؤلاء الموتورين واليائسين لم يعتزلوا الحياة والواقع، لعلمهم بأن هذا الزمن هو زمن التكتلات، ولذلك عليهم المسارعة للانتماء إلى إي حركة سياسية أو فكرية تمكنت من فرض نفسها على الواقع، ولديها من القوة والنفوذ ما يسيل له لعاب هؤلاء وليس مهماً ما إذا كانت تلك الحركات قائمة على أفكار صحيحة أو خاطئة، المهم أن توفر لهم ما يحتاجون، وتشعرهم بشيء من الأمان والاستقرار، وبالمناسبة فإنه ليس بالشيء السهل أن نتعرف عليهم، نتيجة تمتعهم بعدة عوامل من شأنها أن تجعل مَن يرى حماسهم واندفاعهم في الدفاع عن الحركة بعين لا ترى سوى الظاهر أكثر المنتمين وفاءً وإخلاصاً وولاءً.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
سند الصيادي
استراتيجيةُ “الصبر” وأوهامُ “التنازلات”!
سند الصيادي
عبدالكريم محمد الوشلي
الحج.. والمؤامرة الكبرى!
عبدالكريم محمد الوشلي
مطهر يحيى شرف الدين
ولا يخشون أحداً إلا اللَّه
مطهر يحيى شرف الدين
عدنان الجنيد
المراكز الصيفية.. قلعة التنوير ومقبرة التكفير
عدنان الجنيد
عبدالفتاح علي البنوس
الكيان الإماراتي وجزيرة الأحلام
عبدالفتاح علي البنوس
مجاهد الصريمي
أسلوبٌ لا يُفسر سوى هكذا
مجاهد الصريمي
المزيد