مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
الأسوأ من يزيد وأبيه
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 3 أشهر و 3 أيام
السبت 20 أغسطس-آب 2022 07:31 م


تنتابك الحيرة، كلما طالعتك الأيام بشواهد القصور والتقصير، وصورٍ من موت الضمير واللامبالاة، لمؤسسات كبرى من مؤسسات الدولة، وشخصيات لها ثقلها على كل المستويات، نظراً لموقعها القيادي ودورها العملي إنْ هي استوعبت ما يوحي به المنصب الذي وصلت إليه من مهام وأدوار، ولربما الكارثة الأدهى والأمر هو عندما تجد تجاهلا متعمدا من قبل أصحاب القرار لكل تلك الاختلالات والتجاوزات، وكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، حينها تظل في حالة من الدهشة، التي تجعلك تنسى نفسك وتغيب تماماً عن الوعي بما ومَن حولك، داخلاً في عوالم لا حصر لها من الشرود الذهني، والصراخ اللاإرادي، والبكاء المفاجئ دون مقدمات وبلا مناسبة، فيرمقك جلساؤك بعين الريبة، إذ بات جنونك مسلماً بحدوثه، وتتلقاك أيادي أهل بيتك بوجوهٍ اكتست حلل الأحزان، وعباراتٍ ملؤها الحنان والخوف والإشفاق، إذ بات جلياً لهم اقتراب تحطمك وانهيارك، وبالتالي ينهار معك السند والظل والحامي والمعيل لهم، والمعني بتوفير كل ما يحتاجون إليه، ولعلهم جميعاً لا هم ولا مسؤولينا الأعزاء قد استمعوا يوماً للشهيد الصماد، وهو يؤكد على أهمية أن يكون العامل ضمن هذه المسيرة حريصاً على أن يدلل على الفوارق بينه وبين سواه من التيارات والأحزاب، وذلك عن طريق التحرك العملي، الذي لا بد أن يكون شارحاً لكل القيم والمبادئ التي تحملها كنهج، وتدعو الناس إليها ليل نهار، وليته توقف عند هذا التأصيل المهم، بل نجده يذهب أبعد من ذلك فيقول: إن المرتبط بالمسيرة منهجاً وقيادةً وثورةً وأمةً وخطاً قد توفرت له من الشواهد والأدلة التي توضح له ما الذي يمكن أن تجره على الدين والأمة من خيبات وهزائم ونكسات، وخزي ومذلة واستعباد، تلك الذنوب الصغيرة أو الشخصية التي يحرص المرتكب لها على ألا يراه أحد، وذلك حينما تلتقي بمثيلاتها من الذنوب، لذات النوع من هؤلاء، لتشكل نهراً جارفاً للأمة، وزلزالاً يقتلعها من الجذور ويحطم قوتها، فيأتي يوم القيامة ليرى العامل المذنب بحق نفسه، والمنتهك لحرمة ما بينه وبين ربه، وقد بات شريكاً في كل ما ارتكبه الباطل بحق المجتمع من ظلم وانتهاك للعرض، وقتل وتشريد واستعباد، فكيف بمَن يذنب بحق الناس وبحق المصير لكل هذه الأمة؟
إن هؤلاء الذين يستريحون للأعذار، ويعملون بحسب ما تمليه عليهم الرغبة، ويدفع إليه المزاج، لم يتأملوا قول الشهيد الرئيس عن معنى أن تكون معنياً بالقيام بعمل ما ومكلفاً بحمل مسؤولية معينة باسم المسيرة القرآنية، إذ لو أتيح لهم ذلك لما وجدنا مَن استقوى بمنصبه، وسخر ثقله ونفوذه لظلم شخص لا حول له ولا قوة، ويرفض رد اعتباره أو إنصافه، وإنْ من باب التسليم لسيد الثورة، الذي لم تجد توجيهاته طريقاً للقبول والتنفيذ، وسلوا شرف حجر، الذي اكتسبت مظلوميته من الوضوح والدقة الشيء الكثير، ولكن لا مجيب.
نعود إلى معنى المسؤولية من وجهة نظر الصماد إذ قال: أنت في مقام العمل لله ستقدم شهادة من خلال عملك، فإما أن تكون شاهداً لله، وإما أن تكون شاهداً للباطل، لأن هذه المرحلة هي المرحلة الوحيدة والأخيرة من زاوية ما ستتركه من أثر في الوجدان العام، فإذا أحسن المعنيون استغلالها ضمنوا العزة والفلاح للمسلمين والمستضعفين، وإذا قصروا كانوا هم القاتل لآخر أملٍ احتفت به الأمة واعتبرته سبيل الخلاص من كل المعاناة والقهر والاستلاب، فلن يثقوا بعدها بدين ولا بمصلح اجتماعي. وهكذا يتبين أن قاتل الأمل في نفوس الناس هو والله أسوأ من يزيد وأبيه وابن سعد والشمر وابن زياد، وأشد جرماً عند الله.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرحمن العابد
الإمارات والسعودية تنقلان صراعهما في اليمن للمستوى الطائفي
عبدالرحمن العابد
محمد الغفاري
لماذا الهدنة في الحروب وليس سلام أبدي؟
محمد الغفاري
عبدالفتاح علي البنوس
النظام السعودي وحقوق الإنسان المنتهكة"1-2"
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالرحمن الأهنومي
أبطالنا وعنوان كرامتنا
عبدالرحمن الأهنومي
هشام الهبيشان
كيف موَّلت أمريكا ربيع العرب الدموي!؟»
هشام الهبيشان
عبدالفتاح علي البنوس
الصيادون اليمنيون والعدوان والقرصنة الإريترية
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد