مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
نموذج من اشتغالات الدجالين باسم الفكر والثقافة
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و أسبوعين و 4 أيام
الجمعة 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 09:20 م


ثمة أناسٌ رُزِقُوا القدرة على البيان في ما يودون الحديث عنه، مع عمق في الطرح، وسعة في التناول، وجمال في الأسلوب، الأمر الذي يجعلك تفكر: ماذا لو أن هؤلاء ظلوا على فطرتهم، وسخروا قدرتهم تلك في خدمة القضايا العادلة والمحقة، وعملوا على تبصير المجتمع من حولهم بكل ما يعود عليه بالنفع، ويحقق له الخير الكثير في جميع شؤون حياته، ولم يقعوا أسرى لبلاطات القصور، التي تخلع عليهم بدورها كل ما من شأنه أن يحيل أقلامهم وألسنتهم إلى سيوف ملطخة بدماء ومدامع عامة الناس من البسطاء والمحرومين، أو يجعلهم تجاراً مهرة، فيبيعون الزيف والأوهام، ويصبح شغلهم الشاغل هو: كيف يصنعون لفلان مناقب، ويدعون له من الفضائل والمزايا والصفات والمحامد الشيء الذي لم يسبق لابن امرأة أن حظي بعشر معشارها؟ لا لشيء إلا لأنهم يودون الحصول على المزيد من المكاسب المادية، ويرومون الزيادة في علو الدرجة، ويبتغون المواضع التي تمكنهم أكثر من القرب من ذوي الجاه والسلطان، ولا ضير إن خسر المجتمع كل شيء، ماداموا هم قد كسبوا، ونالوا ما أرادوا.
وللأسف، فتاريخنا العربي والإسلامي قديماً أو حديثاً مليءٌ بمثل هؤلاء، وبالكاد نجد حقبةً زمنيةً خاليةً من سمومهم الباطلة، وأكاذيبهم المضللة، وقصصهم المختلقة، إذ كان واقع كل مَن ولي أمراً من أمور الناس فقصرت به همته عن القيام به كما يجب يدفعه لتعويض هذا النقص باستقطاب مثل هؤلاء الناس، الذين يستطيعون بجرة قلم أن يحيلوا الخلّ عسلاً مصفى، ويفلسفوا كل مفسدةٍ حتى تصير علامة من علامات البر والصلاح، ففلان الخليفة يبعث برسالة إلى نهر النيل، حينما جف، وما إن قذفوا فيه رسالته حتى عاود الجريان من جديد، وكأن شيئاً لم يكن! بل يرى الجيش من منبره وهو في أقصى الأرض، ثم يناديهم فيسمعون نداءه، وينفذون توجيهاته! هذا فقط نموذج بسيط من اشتغالات الدجالين والمرتزقة الذين لانزال نجدهم إلى اليوم، وهم يعملون بنفس الأسلوب، ويكررون المنوال ذاته.
ولكن أنّى لبضاعتهم هذه أن تجد لها سوقاً رائجة في وسط مجتمعي قائمٍ على أساس القرآن، وسائرٍ في خط ولاية عليٍ (عليه السلام)، حتى وإن بدا لهم في لحظة من اللحظات أن الأمور تسير في صالحهم، لاسيما إذا ما لمسوا تشجيعاً على الاستمرار من هنا، ولقوا إشادةً من هناك، فالغالبية من القرآنيين يسخرون منهم، ويمقتون فعلهم هذا، وبالتالي فهم معرضون للخسارة، بعد أن تصاب بضاعتهم هذه بالكساد، فلا تجد أحداً يقبل عليها.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
حسني محلي
مهمة بوتين الصعبة.. حل اللغز القوقازي!
حسني محلي
عبدالرحمن العابد
الغرب وشيطنة روسيا!
عبدالرحمن العابد
عبدالرحمن مراد
الزكاة.. بين الضرورة والترف
عبدالرحمن مراد
عبدالرحمن الأهنومي
يسّروا الزواج وخفِّفوا الأثقال والأغلال
عبدالرحمن الأهنومي
د.عبدالعزيز بن حبتور
لماذا تغيب “سورية الصامدة” و”اليمن المقاوم” عن القمة العربية في الجزائر
د.عبدالعزيز بن حبتور
عبدالفتاح حيدرة
من وعي كلمة السيد القائد في العرس الجماعي الثالث
عبدالفتاح حيدرة
المزيد