مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
إنهم يخونون علياً مرتين
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 10 أشهر و 18 يوماً
الثلاثاء 03 يناير-كانون الثاني 2023 07:00 م


عادةً ما ينزل بي شغف القراءة بضيافة سليل النبوة، ومعمارها الأوحد والأتم والأكمل، الإمام علي (عليه السلام)، فأحظى بشرف الجلوس معه، والتحدث إليه، لأجد روحي سابحةً في فضاء عوالمه الشاسعة الممتدة، مع سريان أنهر من الطمأنينة إلى قلبي، وتجدد دافعي الرغبة والعزم على المكوث أكثر في رحابه صلوات الله عليه، إلا أنني سرعان ما أعمد للقيام بدراسة مقارنة لوضعيتي كمنتمٍ إلى مدرسة هذا الإمام العظيم، وللمنهج الذي صاغه لي كمتولٍ له، وملتزمٍ باتباعه، خطاً ومنهاجاً فكرياً، وأسلوباً في مقام الأداء العملي، الأمر الذي يصل بي إلى النتيجة الصادمة، والمخيبة للآمال بكل المقاييس، لأنها تتخذ شكلاً بيانياً تم ترتيبه على النحو التالي:
* نعم أنت متولٍ لعليٍ، ولكن بحسب العرف والعادة، وليس بفعل القناعة والمحبة، الناشئتين من كثرة البحث والدراسة لشخصيته، والتأمل الواعي لسيرته كقدوة وإمام وحجة، لكونك لم تأتِ إليه بفطرتك السليمة كإنسان يعشق الكمال، ويتطلع إلى مشايعة الإنسان النموذج، ولو أنك عرفت علياً قبل أن تتلوث ذهنيتك بمعرفة شخصيات وثقافات أخرى لكان الحال مختلفاً تماماً بالنسبة لك، إذ سيصبح فيك شيءٌ من عليٍ، باعتبار ما سينعكس على شخصيتك من أخلاقه وفكره، وبمقدار ما ستنطبع به روحك من روحيته، ولست وحدك مَن يعاني من هذا الانفصام والخلل، فهناك الكثير من مدعي الإيمان بولايته عليه السلام يعيشون معك في ذات المربع، ويشاركونك حمل العاهة التي أصابتك عينها، فانظر حولك، أين ستجد علياً من بين كل هؤلاء الخطباء والعلماء، الساسة والوزراء، المفكرين والقادة والأدباء؟ فعلي بالنسبة لهم مجرد اسم اعتادوا على النطق به، كرمز لتثوير عاطفة ساذجة، أو عنوان لتأكيد عصبية مذهبية، أو علامة للتدليل على مدى اختلافنا وتميزنا عن الآخرين، من حيث اختلاف وتميز رمزنا ومثلنا الأعلى عن رموزهم ومثلهم فقط لا غير.
* إن طبيعة التعامل مع علي عليه السلام، من قبل معظم شيعته، أقرب ما تكون مشابهةً حد التماثل لطبيعة تعامل الحفيد مع جده العاشر، الذي لا يهتم لذكره إلا من أجل أن يظهر بعيون جلسائه بمظهر التفوق العرقي، الذي يجعله يعيش ولو لحظة حالة سكر، وغياب عن الوعي، عن حقيقة نفسه المشوبة بالنقص والعجز، ولا بأس أن تبدو على منطقه ووجهه علامات الزهو والخيلاء، كشواهد على شدة ولعه بتحقيق الانتصارات الزائفة.
* قد تسمع ساسة البلد، ورأس هرم السلطة، وجميع وزراء الحكومة يكررون مصطلح: التولي لله، ولرسوله، وللمؤمنين، وهذا حق لا شك فيه، ومعنى لأصل ثابت من أصول الدين الذي ندين الله به، ولكن سلهم: أين المدونة التي ترعى حقوق الأمة، وتبين مبادئ المواطنة المتساوية، والتي يفترض بكم كمتولين للإمام علي، استنتاجها من خلال أقواله، وأفعاله، ومكاتباته ورسائله، طوال مدة حكمه، التي بلغت خمس سنوات، حرص خلالها على بيان ذلك نقطةً نقطة؟
إنهم لا يجدون جواباً لذلك السؤال، ولكنك لن تعدم الوسيلة لاستنتاجه من واقع التجربة معهم، فمَن يعمد لتحوير كلام سيد الثورة، بالحذف، والبتر، والتجزيء، لكي يوظفه لصالحه، في تبرير خطأ، أو تغطية عجز، أو شرعنة ظلم، أو تعميةً عن وجود اختلالات وفساد، وسيد الثورة أيده الله بين ظهرانينا، كيف سيكون تعامله مع علي بن أبي طالب، وبينهما 14 قرناً؟ وإذن: فإن مَن يجرؤ على خيانة مبدأ التولي في الامتداد، سيكون أكثر جرأة على خيانته على مستوى العمق، الذي يمثل له الجذور والأصول، وذاك ما يعبر عنه موقع سيد الأوصياء، عليه من الله أزكى السلام، من هنا تدرك: أنهم يخونون علياً مرتين.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالقوي السباعي
الطابورُ الخامس.. بين الماضي والحاضر
عبدالقوي السباعي
يحيى المحطوري
حربُ الشائعات
يحيى المحطوري
عبدالفتاح علي البنوس
لا تفريط بالثوابت الوطنية
عبدالفتاح علي البنوس
أيوب أحمد هادي
معاناةُ المواطنين بين الاستغلال والمعالجات
أيوب أحمد هادي
خالد العراسي
التصحيح ضربة قاتلة للعدوان المهزوم عسكرياً
خالد العراسي
مجاهد الصريمي
الإيمان الدائم والإيمان المؤقت
مجاهد الصريمي
المزيد