الحركات التي تبدأ بسيطةً تكون أكثر نقاءً وحيويةً وفاعليةً وطهراً، إذ تتمكن من التأثير في الواقع، بيسر وسهولة، ولكنها كلما نمت واتسع نفوذها، وتعاظمت قوتها، وتنوعت وتعددت دوائر ومجالات عملها، فقدت شيئاً فشيئاً كل تلك المزايا التي كانت منطبعةً بطابعها في حركة البدايات، فما سبب ذلك؟
لعل ذلك عائدٌ إلى وجود عدة أسباب، وليس إلى سبب واحد، منها:
* إقبال معظم الذين أخلصوا لمنهجها وأهدافها أول الأمر على الحياة الجديدة، التي تتطلبها المكانة المرموقة، ويفرضها المنصب المهم، والدور المشرف في الماضي، الأمر الذي يجعلهم أشد حرصاً على الاستمتاع بكل ملذاتها وبهرجها، إلى الحد الذي يصل بالبعض منهم إلى أن يُضحي بالمنهاج والمشروع والأهداف والمبادئ، في سبيل بقاء كل تلك القشور والمظاهر الخادعة.
* كثرة المنتمين إليها، الذين يزدادون بازدياد الإنجازات والانتصارات التي تتحقق لتلك الحركات والتيارات على أرض الواقع، ولا شك أن هذه الكثرة ستتحول إلى بحرٍ يحوي بين جنباته الحي والميت، الصادق والكاذب، المؤمن والمنافق، الأنصاري والمهاجر والطليق، ومن ثم سينعكس كل هذا التنوع على طبيعة الحركة، سلباً وإيجاباً، وإن كان التأثير السلبي أكثر.
* التخلي عن الثورة، وقص أجنحتها، وتطويعها لصالح بقاء الوضع الموجود، مهما كان ضاراً بالثورة وقاتلاً لأهدافها وثقافتها.
* نقلا عن : لا ميديا