مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط
مسألة وقت
مشروع الإعلاميين الجدد
العميد الكبير

بحث

  
أرجو أن أكون منهم
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 11 شهراً و 7 أيام
الثلاثاء 16 مايو 2023 09:23 م


وحدهم يتقلبون على جمر لظى المأساة، محتضنين بقايا أملٍ، عهد به إليهم ذات يومٍ فكرٌ نابهٌ، اغترفه من بئر الحقيقة، فتلقفوه بشغفٍ، والتزموه بوعيٍ، بعد أن تشربوه على مكثٍ، فسرى بكل جزءٍ من كيانهم، محدثاً في قلوبهم هزاتٍ وهزات، أفاقت خلالها ضمائرهم، بعد أن كانت في حالةٍ من السكر بكؤوس من الغفلة، أفقدتها توازنها، فظلت تعيش واقعاً أشبه ما يكون بواقع العدم، لا شيء فيه يدل على أثر لوجودها، إلى أن اجتاحت عالمها صرخةٌ بددت كل الحجب، وأزاحت كل الموانع عن الأسماع والأبصار والأفئدة، صرخةٌ أقامت قيامتها فخرجت من سجونها الكثيرة إلى ساحة العمل، والنهوض بالمسؤولية في كل مجال من مجالات الحياة، صرخةٌ أعادت للنفوس توازنها، وبعثت فيها الإرادة والاختيار، مجددةً فيها ما بليَ من ميثاق الفطرة، وآخذةً بيدها إلى صراط الله المستقيم، ودافعةً بها إلى ميدان المعرفة لله، من موقع الوعي لكلمة التوحيد، التي يترتب عليها الفلاح في الدارين، لذلك كان لزاماً على مَن استفتح منطلقه على أساس هذه الكلمة، أن يظل باحثاً عن مصاديقها، متأملاً في دلالاتها، قارئاً لآياتها في الآفاق والأنفس، لكي يستقر بذهنه أن لا عظمة ولا ملك ولا قدرة ولا إرادة ولا سلطان فوق عظمة وملك وإرادة وقدرة وسلطان الله جل جلاله.
وهكذا علموا أن لا إله إلا الله، فاتخذ كلٌ منهم موقعه العملي، القائم على ذلك العلم، والساعي لتأكيده في حياة وواقع الناس، إذ باتوا مدركين أنه لا بد من خوض حربٍ طويلة الأمد، حتى يتسنى لهم وضع الأسس اللازمة لإقامة دين الله، واستعادة جوهر الإنسانية من أيادي اللصوص والكهنة والفراعنة والقوارنة والبلاعمة والشياطين الكبار والصغار، وعليه انقسموا إلى فريقين، كل فريق يكمل الآخر، ويعزز وجوده، ويحفظ آثاره، ويصون عهده، ويرعى أمانته، هذان الفريقان هما:
* رجال المتاريس: المعطون من دمائهم أنهاراً تسقي الحقيقة، والجاعلون من أرواحهم ردماً يحول دون تمكن المفسدين في الأرض من رقاب الناس ومصائرهم مجدداً.
* رجال الكلمة: الذين يقطنون بين الناس، ويقاسمونهم آلامهم وآمالهم، ويكتوون بنار معاناتهم، وهم أبداً الذين يرفضون الانتقال من زوايا وباحات الأرصفة، التي تمكنهم من النظر في واقع وأحوال الناس، إلى زوايا القصور، وباحاتها، على الرغم من حجم ومستوى الكلفة التي يدفعونها في سبيل ذلك الموقف، كضريبة على ما أقدموا عليه من اختيار، وأرجو أن أكون منهم.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالعزيز الحزي
الرد الإيراني على الكيان الصهيوني.. تغيير موازين القوى لصالح محور المقاومة
عبدالعزيز الحزي
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
يحيى المحطوري
معركةُ الفكر والهُوِيَّة
يحيى المحطوري
مقالات ضدّ العدوان
هاشم أبو طالب
لن ينأى الأمريكان
هاشم أبو طالب
أحمد العماد
خَطّط وإلا أصبحت جزءاً من خُطط الآخرين!
أحمد العماد
عبدالرحمن مراد
أبعادُ الصراع في المنطقة.. “رؤى وتحليل”
عبدالرحمن مراد
عبدالرحمن الأهنومي
صارت أولاً ولم تعد أخيراً حجة.. دلالات زيارة الرئيس ورسائل خطابه
عبدالرحمن الأهنومي
عبدالعزيز البغدادي
بعض آثام شعار: "الوحدة أو الموت"
عبدالعزيز البغدادي
عبدالله عمر الهلالي
لماذا أنصارُ الله يصرخون في المساجد؟
عبدالله عمر الهلالي
المزيد