مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
بداية التغلغل الأموي
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 3 أشهر و 23 يوماً
الأحد 30 يوليو-تموز 2023 10:17 م


لقد أعطت القوى التي استأثرت بالحكم بعيد التحاق الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله وسلامه، بالرفيق الأعلى، امتيازات كثيرة للطلقاء بقيادة الأمويين، ولم يكن الخلفاء يلقون بالاً لكل ما كان الطلقاء يقومون به من مخالفات وظلم وتعدٍ وجور، حتى إن عمر بن الخطاب الذي عُرف عنه الشدة في محاسبة الولاة كان يقول إذا شكوا إليه معاوية: دعوا ابن سيد قريش، فإنه كسرى العرب! وكان إذا ما جلس مع معاوية، ووجد لديه أشياء منكرة، يكتفي بمناقشته حولها، دون أن يبدي رفضاً أو قبولاً، حتى وإن بادر معاوية بالقول: بم تأمرني يا أمير المؤمنين؟ كان الجواب عن ذلك قوله: لا آمرك ولا أنهاك!
وهكذا جرت الأمور، وكم هي الفظائع المبثوثة في بطون مؤلفات جمهور المؤرخين، وكتاب السير، التي لا يجد مَن يطلع عليها، وهو ذو فطرة سليمة، وغايته الحق، مع العبودية المطلقة لله، إلا أن يعترف: أن علياً والحسنين عليهم السلام، قد تم قتلهم قبل أن يقتلوا شهداء في الواقع، وذلك منذ اللحظة التي وقف كبار القرشيين، من تجار وعسكريين وشخصيات نافذة، بوجه النص القاضي بتعيين الخليفة للنبي صلى الله عليه وآله، وليس يعنيهم مصدر هذا النص، حتى وإن كان القرآن، ناهيك عن الرسول، صلوات الله عليه وآله، المهم هو الوصول للسلطة، وإن كان الثمن التضحية بالدين، لذلك كانت قضية الشورى عبارة عن خدعة، اتخذوها للإقصاء للوصي، وما لبثوا أن نبذوها هم، وعادوا لاعتماد النص لتعيين الخليفة، ولكن أي نص؟
إنه هذه المرة النص الصادر عن الخليفة المتوفى، لا النص الصادر عن الله، أو عن رسوله صلوات ربي عليه وآله، فيا لها من نفعية! تلك التي رفضت القرآن والسنة المطهرة، وقدست مرسوم فلان في مَن يخلفه بعد وفاته، ومن العجيب أن يقوم أحدهم بتعيين ستة أشخاص لاختيار الخليفة من بينهم، ثم يعطي عبدالرحمن بن عوف حق الاختيار المطلق، وإن كان مَن اختاره هو لم يحظ بالتأييد المجتمعي الواسع، ولا بمباركة كبار المهاجرين والأنصار، وهكذا وضع بن عوف العقدة في المنشار، ليتمكن بعدها الطلقاء من بسط هيمنتهم ونفوذهم على كافة مفاصل دولة الإسلام، ولم تكد تمضي على وفاة رسول الله، أكثر من عقد ونيف من السنوات، حتى بلغ التغلغل الأموي ذروته على كل المستويات، فقد جاء الخليفة الثالث بمنهجية وأساليب سياسية وإدارية ومالية لم يسبقه إليها أولئك الذين كان شرط ابن عوف عليه السير بسيرتهما سبباً لتوليه منصب الخليفة، إذ قام بتولية بني أمية على رقاب الناس، واستأثر معهم ببيت مال المسلمين، وأصبح بيت المال ملكاً شخصياً لبني أمية، يتصرفون به كما يشاؤون ويختارون، وليس من حق أحد محاسبتهم، أو منعهم، أو الاعتراض عليهم.
ولعل ما يحزن فعلاً هو أن الخليفة الثالث لم يكتف بإقطاع بني أمية أقطارا إسلامية بكل ما فيها، وفوق ذلك يستكثر على المهاجرين والأنصار إبداء المعارضة والسخط، جراء ما قام به من أخذ حلي وجواهر من بيت المال، ليحلي بها أهله، ثم يصعد على منبر رسول الله، ويقول: لنأخذنَ حاجتنا من هذا الفيء، وإنْ رغمت به أنوف أقوام!
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
وديع العبسي
لجوء العاجزين
وديع العبسي
رشيد الحداد
الرياض تعزّز وجودها في باب المندب: نُذُر حرب سعودية - إماراتية بالوكالة
رشيد الحداد
مجاهد الصريمي
أكثر حقب الإسلام ظلماً
مجاهد الصريمي
عبدالحافظ معجب
دروس من الثورة الكوبية
عبدالحافظ معجب
عبدالمجيد التركي
مأساة اليمني
عبدالمجيد التركي
د.أشرف الكبسي
هل تشعرون بهم؟!
د.أشرف الكبسي
المزيد