مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
مأساة الإمام
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 3 أشهر و 17 يوماً
الإثنين 07 أغسطس-آب 2023 08:10 م


لم تكن المعارك الثلاث التي تزعمها الناكثون والمارقون والبغاة القاسطون في مواجهة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، هي العامل الذي أنهك قوى دولة العدل الإلهي، وحالت دون قيام أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام بتنفيذ برنامجه الثوري الإصلاحي التحرري، من منطلق المشروع والنهج الذي يحمله كأمانة من الله ورسوله، ولكن السبب الحقيقي الذي أدى إلى ذلك هو: جيش الإمام، وحاضنته الشعبية، الذين باتوا ميالين للدعة والراحة والسكون، لا يرغبون بقتال أهل الباطل، حتى لدفع العدوان عن مدنهم وقراهم وأسواقهم، باستثناء ثلة قليلة من المؤمنين الخلص، الذين عرفوا ربهم، فعرفهم اللهُ إمامهم، فقاموا بواجبهم خير قيام، أما الأغلبية فقد ظلوا على ما هم عليه من ذلة واستكانة وخضوع وتخاذل، على الرغم من مساعي الإمام للارتقاء بوعيهم، وبناء روحيتهم وأفكارهم، واستنهاضهم لقتال عدوهم وعدو دينهم وأمتهم، وهكذا ذهبت كل مساعيه عليه السلام لاستنقاذ هؤلاء أدراج الرياح، وذاك ما تضمنته خطبه عليه السلام الكثيرة، التي تصور لنا المشهد كاملاً، مبينةً مدى حزن وحرقة ولوعة أمير المؤمنين لقاء ما قابل به مجتمعه الحاضن كل محاولاته الرامية لتغيير والنهضة الشاملة، من مثل قوله: «أُفٍ لكم، لقد سئمت عتابكم، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضاً، وبالذل من العز خلفاً؟ إذا دعوتكم لجهاد عدوكم دارت أعينكم، كأنكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة! وما أنتم إلا كإبل ظلت رعاتها، فإذا جُمِعَتْ من جانب انتشرت من جانب آخر». ثم يواصل بيان حقيقتهم، وأنه لم يعد يثق بهم فيقول: «وايم الله إني لأظن بكم أن لو حمس الوغى واستحى الموت، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراجَ الرأس عن الجسد».
تلك كانت مأساة الإمام عليه السلام، التي ازدادت تمدداً واتساعاً بعد واقعة النهروان، فقد ظل يستنهض الناس لقتال بغاة الشام زمناً، ولكن دون جدوى، وما أشد وقاحة أولئك، وصفاقتهم، وضعف دينهم وحميتهم، عندما نراهم يتسللون من معسكر النخيلة الذي أمرهم أن يلزموه، حتى يسير بهم إلى الشام لقتال معاوية، إلى الحد الذي لم يبق معه عليه السلام سوى نفر يعدون بالأصابع! لذلك نسمعه يقول: «لله أنتم، أما دين يجمعكم، ولا حمية تشحذكم؟! أوليس عجباً أن معاوية يدعو الجفاة الطغام، فيتبعونه على غير معونة ولا عطاء! وأنا أدعوكم وأنتم تركة الإسلام وبقية الناس إلى المعونة، وطائفة من العطاء، فتفرقون عني، وتختلفون علي! إنه لا يخرج لكم من أمري رضا فترضونه، ولا سخط فتجتمعون عليه»... فهل بعد هذه المأساة مأساة؟
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
إيهاب شوقي
من النيجر إلى سورية.. التحرر من أمريكا ووكلائها وشيك
إيهاب شوقي
عبدالملك سام
«اليانكي» إذا دخل بلداً...!
عبدالملك سام
عبدالرحمن مراد
البُعدُ الأخلاقي في زمن ما بعد الحداثة
عبدالرحمن مراد
إبراهيم الوشلي
المشاعر تغيرت
إبراهيم الوشلي
د.أشرف الكبسي
لحن السلطة!
د.أشرف الكبسي
حمدي دوبلة
البلدة “العسل”
حمدي دوبلة
المزيد