مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
الذين يلعنهم المشروع القرآني
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: شهرين و 21 يوماً
السبت 10 فبراير-شباط 2024 11:48 م


إن ذكرى استشهاد شهيد القرآن حسين العصر رضوان الله عليه؛ ليست مجرد ذكرى عابرة، نكتفي بإحيائها من خلال الندوات والمحاضرات والبرامج الفنية والأدبية والدينية وانتهى الأمر، ثم نعود على ما كنا عليه قبلها، وهكذا عاما بعد عام، بل هي دعوةٌ للبعث، كونها تكتنز بين طياتها الإيمان، الذي لا بد أن يكون المنطلق الذي تبنى عليه جميع مواقفنا في الحياة، الأمر الذي يفرض علينا جعل هذه الذكرى محطةً تربوية وفكرية واجتماعية وسياسية وغير ذلك، بمعنى آخر؛ جعل هذه الذكرى المؤلمة، والفاجعة الكبرى والمروعة؛ بوابةً للدخول إلى مقام الشهيد القائد، وسبيلاً لمعرفة مشروعه، والامتزاج والتماهي مع فكره وروحيته، والعمل على نقد ومراجعة وتقييم كل المراحل التي قطعناها في رحاب المشروع والثورة، لكي تصبح كل أعمالنا وأقوالنا ومواقفنا واتجاهاتنا معبرة أصدق تعبير عن روح الإيمان ومعناه وآفاقه وحركته، فالقرآن الذي انبنت عليه ثقافتنا ورؤيتنا للوجود؛ ليس فكراً مجرداً، بل هو منظومة شاملة لبناء وإعمار الأرض كلها، وقبل ذلك هو مادة لمعرفة النفس البشرية، وبيان سبل إصلاحها، ومزالق فسادها، وعوامل قوتها وضعفها وصعودها وسقوطها.
إن هذا المشروع القرآني لا يحتاج مني كمسؤول أو سياسي أن أتحدث إلى الناس عنه، وأريهم مدى سعة علمي وإحاطتي بجميع سبله ومفاهيمه ومبادئه، وإنما يحتاج مني ويفرض عليَ أن أجعل من ميدان عملي، وساحة تحملي للمسؤولية أياً كانت؛ شاهداً حياً حاضراً على مدى استجابتي لله ولرسوله وأعلام دينه، فذاك هو المظهر الحقيقي لالتزامي بالمنهاج، والدليل القوي والبرهان الواضح على صدق انتمائي للحركة والمشروع المباركين، كما أن الاستجابة لله ورسوله وأوليائه لا تصدق إلا على مَن يهب الحياة والناس من حوله من جهده وفكره وروحيته ومواقفه وسلوكياته وأساليبه الإدارية وغيرها كل ما يحتاجانه من بناء وتغيير وتفاعل وحركة ونمو وإصلاح ووعي وصعود ونضج وتكامل ونهوض، بحيث يلمس الناس عظمة هذا القرآن وهو يعطيهم من واقع الفعل والتجربة المفاهيم الواسعة الشاملة التي تفتح آفاقهم على الكون كله.
إن هذا المشروع القرآني سيلعنني كمسؤول وكمنتمٍ إليه؛ إذا لم أجعل من واقع المجتمع كله ساحةً لمفاهيمه وأفكاره، ومقاماً عملياً له، فبه أنطلق في حركتي وتجربتي في حمل المسؤولية، وعنه تحكي كل خطواتي وقراراتي وطريقة تعاملي مع الناس وأسلوبي في حل مشكلاتهم وحفظ نفوسهم وحقوقهم والقيام بواجب الخدمة لهم. فلنتقِ الله، ولنحذر من بواعث سخطه، وموجبات استحقاقنا للعنته ولعنة المشروع القرآني والناس.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طه العامري
فلسطين.. قضية في ذاكرة العالم
طه العامري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
طاهر محمد الجنيد
أهمية بناء الشباب لمواجهة تحديات العصر
طاهر محمد الجنيد
مقالات ضدّ العدوان
مطهر الأشموري
” المثلية “ في البنتاجون والتطبيع!!
مطهر الأشموري
نبيل جبل
المشروعُ القرآني أملُ المستضعَفين
نبيل جبل
وديع العبسي
بين التصنيف والمقايضة.. ثابتون
وديع العبسي
عبدالملك سام
حديث مع الجثث!
عبدالملك سام
عبدالحكيم عامر
رمز التضحية والكرامة
عبدالحكيم عامر
مجاهد الصريمي
كيف السبيل لردع هؤلاء؟
مجاهد الصريمي
المزيد