ما أشد وأبشع جرمَ أولئك الذين يغتالون آمالنا بتحقق التغيير الجذري، من خلال استباقهم للأحداث، في محاولات عدة يقدمون أنفسهم عبرها إلى الناس كنماذج للصلاح والخير والبر والزكاء والهدى والزهد والإحسان والتقوى والثبات والطهارة والنقاء والاستقامة والإخلاص والإيمان واليقين الكاملين، وهم في الحقيقة أصل الداء، وسبب العلة الأول، ومردُ كل فشل، ومكمن كل خلل، إنْ قالوا لم يفعلوا، وإنْ وعدوا لم يفوا، قلوبهم بين أصابع كفي صاحب المكتب يقلبها كيف يشاء، وألسنتهم رهن إشارةٍ من سبابته، أو غمزةٍ برمش عينيه، إنه الصاعد بالفاشلين إلى أعلى المراتب، والبالغ بالفاسدين عنان السماء، والمثيرُ للجدل في شطحاته وخدراته وخطراته وقراراته وأحاديثه وتعييناته، رائد الوضع المزري وحامي حمى صانعيه، وباذر بذور السلبيات وساقيها في كل مؤسسات الدولة.
ومَن ذا الذي لا يعرفه، ومعظم الأحرار في كافة ميادين العمل قد اكتووا بناره، وعانوا أيما معاناةٍ منه ومن زبانيته؟!
ومَن ذا الذي لا يعرفه وآلاف المجاهدين الخلص باتوا اليوم مرميين في منازلهم، لا يجدون قوت يومهم، في الوقت الذي لقي العائدون من الخونة والمنافقين والعملاء والمرتزقة كل ما لم يكونوا يحلمون به من حب واحترام ورعاية ولطف وإكرام وتقدير وعطف ودعم مادي ومعنوي؟!
نعم مَن ذا الذي لا يعرفه وهو أحد المقصات التي لطالما نالت من ريش وأجنحة الثورة، وأكبر تجار الوهم والزيف والمبيدات الفاسدة والمهربة، وأول المنقلبين على أعقابهم فكراً وممارسة؟!
إنه ذاك الذي يقض مضجعه اسم الصماد، ويكاد يموت كمداً وغيظاً كلما جرت ألسن الناس بالحديث عن فضل وسيرة ومسيرة أبو الفضل (رضوان الله عليه)، فعنده وعند أتباعه لا شيء يشكل خطورة عليهم، ويهدد نفوذهم ومراكزهم ومناصبهم إلا ذاك العمل الذي يربط الناس برجال المسيرة الحقيقيين، الذين مثل وجودهم وجهادهم واستشهادهم الدليل على أن كل واحد منهم كان الرجل النموذج في مجال عمله.
ولكن يا ترى هل سيطاله التغيير الجذري، أم سيبقى ذلك السوس الذي سيظل ينخر في جسد الثورة حتى يقضي عليها بالكلية؟
* نقلا عن : لا ميديا