مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
القيمة الحقيقية للسلطة
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 7 أشهر و 22 يوماً
الثلاثاء 05 إبريل-نيسان 2022 05:21 ص


كان الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كما ذكرنا بالأمس، حريصاً على أن يبين للأمة كيف يكون الشخص الذي يحكمها، فالقصة ليست قصة الذات في موقعها الاجتماعي، ولا في جمالها وهيبتها ومقدار ما تملك من مقومات القدرة على التأثير في محيطها بما يمكنها من تحقيق الغلبة والنفوذ، وإنما هي قصة برنامج إلهي متكامل، على مَن يود الانطلاق في تنفيذه أن يذوب فيه، بحيث إذا حدق الناس في شخصه، ونظروا في حركته، واستمعوا لحديثه، فإنهم يجدون المبادئ والأفكار والتشريعات التي تعاقد معهم مَن صار حاكماً عليهم على تنفيذها كمشروع حياة شامل لكل مقتضيات الواقع.
ومن أبرز سمات هذا المشروع أو البرنامج الذي لا بد أن يتجسد عملياً في حركة الحاكم وتتحدد من خلاله علاقة المجتمع به وعلاقته بهم، أنه يعمل على: رد الناس إلى معالم الدين الواضحة وينابيعه النقية الصافية التي لم يعترها زيف ولا تحريف، ولم يخالطها غش أو كدر. وهو يعمل على تحقيق الإصلاح التام بالمستوى الذي يجعلك وأنت تمشي على أي بقعةٍ من الأرض التي تحتكم لذلك النهج ترى مظهراً من مظاهر ذلك الإصلاح، الذي في ظله تحقق العدل والأمان للمظلومين والمستضعفين من عباد الله.
كما أنه لا يقبل بأن يقر الحاكم الظالم على ظلمه، ويتغاضى عما يلحق المظلوم من ويل وأذى وضيم، لأن ذلك عهد الله الذي أخذه على كل عالم بالحق «ألا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم»، وإن حصل تواطؤ في ذلك فقد خانوا عهد الله وفرطوا بميثاقه.
وهنا يجب أن نسأل رجل العدالة الإنسانية، وإمام البلغاء والأتقياء عليه السلام، كيف نعرف أن هذه السلطة أو الدولة أو تلك دولة ذات قيمة؟ يجيب عليه السلام من واقع نظرته للحكم والحاكمين، ومن موقعه كأمير للمؤمنين، أن قيمة أي سلطة تنطلق باسم الله وتنتمي للإسلام، يحددها مدى حرص تلك السلطة على إقامة الحق ودحض وإزالة الباطل، وما لم تكن كذلك فهي لا تعد شيئاً يستحق أن نفكر مجرد تفكير بأن نضعها بميزان القيم، فهي مهما ارتقت في أي مجال من المجالات الأخرى، ومهما امتلكت من عوامل القوة المادية، ستبقى بالمستوى الذي يجعل للحذاء قيمةً أعظم وأسمى منها، وهذا ما اشتمل عليه قوله لابن عباس عندما استنكر عليه قيامه بخصف نعله وهو أمير المؤمنين: «والله لهي أحب إلي من إمرتكم هذه، إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً».
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
إبراهيم الوشلي
لص يتحدث عن الأمانة..!
إبراهيم الوشلي
عبدالعزيز البغدادي
بين واقع الجهل وجريمة التجهيل
عبدالعزيز البغدادي
عبدالملك سام
للمواطن رب يحميه!
عبدالملك سام
حمدي دوبلة
لا بأس.. من أجل السلام.. ولكن !
حمدي دوبلة
مجاهد الصريمي
وظيفة السلطة في الإسلام
مجاهد الصريمي
عبدالمجيد التركي
شهر مبارك
عبدالمجيد التركي
المزيد